||
رغد السريحي :
(كلُّ ابنِ آدمَ خطّّاءٌ،وخيرُ الخطَّائين التَّوَّابونَ) حديثٌ حسنٌ ببعض طرفه رواه أنس بن مالك عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ومضمونه تردده السنتنا في حال حدوث أخطاء بل نستطيع أن نقول ذنوب نود التكفير عنها ونتوب منها فكيف يكون الاعتراف بهذه الأخطاء والعزم على عدم تكرارها فهذه أنبل وأشجع توبةٍ وتسمى توبة نصوح ، ولكن مما لا ندركه أن بعض هذه الأخطاء أو مانسميها تجاوز (الذنوب) ليس لها مغفرة او توبة .
حسنًا عزيزي القارئ ، سأذكر لك ذلك النوع القاسي الذي أصبح متداولاً في مجالسنا مع الأسف الشديد هذه الأيام ، حيث يمشي ذلك الطبيب بين ممرات المشفى شامخًا ذلك الشموخ الصادر من مهنته الإنسانية العظيمة التي لولاها بعد الله لما أُعيد لكثير من القلوب نبضها ، ولكن هل يعلم ذلك الطبيب من يدعي له ومن يدعي عليه ؟
هذه حقيقة من الحقائق المرّة وليست القاسية ،وهي تكمن عندما يكون أحد ضحايا الأخطاء الطبية التي حدثت مع الكثير من المرضى.
أخبرني عزيزي حينها كيف تشعر ؟
نعم نحمد الله على كل ما كُتب ولا نعترض جميعنا على هذا الأمر ونعلم أيضا أن الأطباء بشر وكل خطأ منهم وارد ومتوقع حصوله مثل أي وظيفة أخرى ، ولكن ما تصرخ به أعماقنا هو انكار بعض الأطباء حدوث هذه الأخطاء من قِبلهم أو عدم الاعتراف بها ليكشف لنا طبيب آخر حقيقة ماحصل ولكن بعد فوات الاوان وتلاشي بصيص الأمل.
مثالًا على ذلك:
-إحدى صديقاتي عانت منذ طفولتها من كثرة العمليات في ظهرها وعدم قدرتها على المشي بشكل جيد ستقول لي لماذا؟ وسأخبرك كيف بدأت تلك المعاناة عندما كتب الله لها أن تخرج من بطن أمها لتبدأ رحلة حياة صعبة جدًا بسبب الطبيب الذي اخطأ في اخراجها وتأثرت بذلك طوال حياتها وهو في المقابل انكر وبرر بالكثير من المبررات الزائفة والتي كشف زيفها أطباءُ آخرون .
في ذلك اليوم الذي اذكره جيدًا اخبرني فيه الطبيب بالخطأ الذي اجراه زميله في المهنة بعد اصابتي في حادث مروري بسبب ذلك الخطأ وقد قُتلت فرصتي في أن أقف على قدمي مجددًا .
الكثير والكثير من هذه الأخطاء التي أنهت حياة الكثيرين وولدت المئات من أصحاب الهمم وأصحاب الاحتياجات الخاصة.
نؤمن ونرضى بقضاء الله ، لكن جُل مانريده أن يواجه الطبيب نفسه ويعترف بأخطائه وأن يكون أكثر شجاعةً في قول الحقيقة للمريض كما يفعل الآخرون من الأطباء الأبطال عند حصول الخطأ ،بل ويسعى بكل ما أُوتي من قوة وعلم لمعالجة ما وقع، فكيف بالذي يخطأ ويحجب الأمل ليرضي كبريائه وينطبق عليه القول العامي (يقتل القتيل ويمشي في جنازته).
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020