||
ضيف الله نافع الحربي
لا أظن أن هناك أحدًا لا يقرأ، وإن اختلفت أهداف القراءة، فلكل قارئ مبلغه منها، هذا يقرأ ليزداد معرفة، وذاك يقرأ ليكون على اطلاع بما يجري من حوله، وآخر يقرأ ليقتل الوقت، أما القارئ الذي يقرأ لأنه يتلذذ بهذه المهارة فذاك إنسان ينمو بطريقة صحيحة، ينمو عقله وثقافته وأثره، ويتحول لشخص متجدد كل يوم، لاسيما أننا اليوم في عصر لا يكفي فيه أن تقرأ بل تحتاج الفهم حتى تخترق الفاصل الخطير بين السطحية والعمق، حيث الوصول إلى جوهر الأشياء والتلذذ بمشارب تلك المنطقة التي لا يصل لها إلا من استحق أن يكون فيها.
ما أكثرنا نحن القراء، وما أكثر من يدّعون القراءة، وما أكثر الكتب وأوعية المعارف والمعلومات، ولكن الانعكاس الطبيعي الذي يوازي هذا الكم من القراء هو أقل بكثير من المفترض، لأن المعادلة الصحيحة حين تكون هناك قراءة يكون هناك إنتاجية، فالقارئ الذي يتأخر في التحول لمُنتِج لديه خلل في إعداد ذاته لتصبح ذاتًا منتجة، أو أن لديه قدرًا من السلبية وموت الشغف ما جعله في الركن الضيق الذي يبقى طوال عمره فيه يمارس دور الرضيع الذي لا يكبر.
يشد انتباهي القارئ الممتلئ الذي تعلم أنه قارئ ذكي دون أن تراه يقرأ، أو يخبرك بذلك، بل أنت من تكشف ذلك حين تُجالسه، أو تحاوره وتناقشه، ليُحلق بك على أجنحة لغته وثقافته وكأنك أمام بحر عميق متسع لا ترى له حدًا، وكلما غصت في أعماقه، اكتشفت أسرارًا لم تعلم بها من قبل، ورأيت عوالم أخرى قادك إليها بعلمه وسعة اطلاعه، وجودة ثقافته التي بدأها بالقراءة الإيجابية وختمها بالانعكاس الحقيقي في سلوكه ونهجه.
همسة:
اقرأ لتكبر
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
عنوان وموضوع جميل بارك الله فيك وماقلته ينطبق فعلاً على شريحة كبيرة من القراء
زدنا من ابداعاتك اخي ضيف الله ولاتحرمنا منها نفع الله بك