الخميس 9 يناير 2025 م || 9 رجب 1446هـ ||
مُخْجلة العزي – جيزان
البُنُّ الخولانيُّ السُّعوديُّ تراث وإرث وتاريخ وحضارة ورُقيّ، ذلك المنتَج الوطنيّ الواعد الذي يشكل رافدًا من روافد الاقتصاد الوطني في المملكة العربية السعودية، والاستثمار فيه رغم تعبه ومشقته هو بلا شك استثمار ناجح .
وإلى عاصمة البُنّ الخولانيّ جازان وبالتحديد في الداير بني مالك إلى المحافظات الجبلية جميعها من حدّ جبال فيفاء إلى الريث.
إلتقينا ابن أرض البُن يحيى بن حيان الخالدي من أبناء جازان (بني مالك الداير)؛ معلم ومزارع للبُنّ الخولاني؛
وهو صاحب مشتل البُنّ الخولاني والحفاظ على السلالة، وورث زراعة البُنّ عن الأجداد.
ذكر لنا في بعض من بدايات مزارعهم قائلًا : “لدينا مزارع قديمة جداً ، يوجد في مزرعة الوالد أقدم شجرة بُنّ في المنطقة عمرها يتجاوز ١٢٠ سنة”.
ولكي نعرف المزيد عن هذا المنتج الأصيل من خلال هذا التقرير [لصحيفة المصداقية] سألْنا ضيفَنا بعض الأسئلة عن قصة البُن في جازان من كافة الجوانب :
وكان أول أسئلتنا ما قصة «البُنّ الخولانيّ السعودي»؟
فأجاب قائلًا: إنّ قصة البُنّ الخولاني السعودي هي ملحمة وحكاية تراث وثقافة..
في هذه الجبال قبل مئات السنين انتشرت زراعة البُنّ وأمتهن الأجداد غرس هذه الشجرة حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تراث أهل هذه الجبال، واكتسبت اسمَ الخولاني نسبة لقبائل خولان بن عامر، والآن أصبح منتَجًا وطنيًّا يُغرس في كل المناطق الجبلية من محافظة الداير بني مالك إلى محافظة الطائف، وحقّ أن يُطلق عليه البُنّ السعودي لأنه سلالة واحدة هي السلالة العربية والمعروف باسم (أرابيكا)، والذي يُغرس في جبالنا يُعدّ أجودَ أنواع البُنّ في العالم بشهادة المختصّين والخبراء، ولهذا كان الإقبال على زراعته وإنتاجه ذا جدوى اقتصادية كبيرة ، إذ إنّ مَن يملكُ مَزارعَ للبُنّ يُعدّ من أعلى الناس دخلاً وله مكانة اجتماعية مرموقة..
وقال:
إنّ الشعراء تغنَّوا به مثل الشاعر الكبير خلف بن هذال والشاعر ناصر الفراعنة (مشروب خولان الأشقر).
وأضاف: إنَّ البُنَّ قد مرَّ بأوقات ومراحل ضعف وقوة طوال تلك السنين، وتَدنَّى إنتاج البُنّ حتى وصل عدد المزارعين إلى عدد قليل جداً من كبار السنّ؛ منهم الوالد شفاه الله والشيخ حسن جمعان المالكي.
وسألنا ضيفَنا: ما قصة المهرجان أو ما يسمّونه العرس السنويّ الذي يقام كلَّ سنة؟
فقال: برزت فكرة إقامة مهرجان سنويّ للبُنّ؛ وذلك قبل تسع سنوات، ولقيت ترحيبًا من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة جازان، وكان لهذه اللفتة الكريمة من سموه الأثر الكبير ، فكانت إعادة الحياة لهذه الشجرة ، وقد ظهر هذا الأثر في تضاعف عدد المزارعين والمزارع عشرات المرات بل مئات المرات ، وذلك باستخدام الوسائل الزراعية الحديثة والأساليب الحديثة لمعالجة المنتج حتى إخراج منتج رائع في صورة جذابة وتسويقه.
وقال ضيفنا: أصبح هذا المهرجان عرسًا سنويًّا ينتظره جميع الأهالي مزارعين وغيرهم، فهو لم يَعُدْ مهرجانًا للبُنّ فحسب؛ بل أصبح تظاهرة ثقافية سنوية يعمل على إنجاحها مئات المتطوعين من شباب المحافظة وكذلك المؤسسات الداعمة، فهو مهرجان تراثيّ وثقافيّ واقتصاديّ وسياحيّ، وأضاف الكثير للمحافظة ، بل أصبح رمزًا لمحافظة الداير بني مالك.
وأضاف ضيفنا أ/ يحيى الخالدي بقوله:
إن جائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان ونائبه، لمزرعة البُنّ النموذجية حقَّقتْ نجاحًا كبيرًا جدًّا؛ فأصبح التنافس في إبراز المزارع في أجمل وضع ، وكذلك أصبحت المزارع تستقبل الوفود السياحية.
وسألناه أيضًا: ما سبب السعر الغالي للبُنّ الخولاني السعودي؟
فأجاب: بالنسبة للجودة فهو يُعَدّ سعرًا مناسبًا جداً أو ربما يكون أقلَّ ممّا يستحقّ، وهو يخضع للعرض والطلب ، والآن الطلب في تزايد مستمرّ ، وكذلك العرض بمستوى طرديّ.
وقال: لا أتوقع أن ينخفض السعر في القريب لأنّ الجودة العالية هي مَن يحدِّد.
وختاماً هذا المنتَج الذي وصل إلى العالمية بفضل الله ثم بدعم قيادتنا حفظها الله، وسمو أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود، ونائبه محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز آل سعود.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
معلومات جميلة ورائعة عن البن الخولاني
وفقكم الله
وإلى مزيد من الإبداع