||

المستقبل الوظيفي بلغة العصر

9 يناير، 2025

ضيف الله نافع الحربي 

جزء لا يتجزأ من استقرار حياة الإنسان توفر وظيفة ثابتة تحقق له دخل يلبي متطلباته الحياتية، أو كما يُقال ” تؤمن مستقبله ” والإشارة هنا تركز على مقدار الدخل الوظيفي ، وحتى يتحقق ذلك فالأمر ليس مجرد البحث والحصول على وظيفة ذهبية ” حلوب ” ،و بلغة العصر فإن الدخل يعتمد على التخصص الدقيق و التأهيل الجيد والمهارات الشخصية والمهنية ، والقدرة على التكيف مع المتغيرات ، والانتماء الذي يمثل القوة ، والدافعية الحية التي تحقق للموظف التميز ولصاحب العمل العائد الذي يسعى إليه من خلال الموظف المتميز وليس الجيد .

 

وليس بعيدًا عما ذكرته آنفًا قد يظن البعض أن البحث عن وظيفة مناسبة يبدأ بعد الحصول على الشهادة الجامعية فأعلى ، وهذا غير دقيق في تقديري ، فرحلة البحث عن وظيفة تبدأ منذ الطفولة المبكرة من خلال إعداد الطفل للمستقبل وتسليحه بالمهارات الأساسية واختيار المسار الدراسي المناسب لإمكاناته وقدراته وقبلها رغباته ، واطلاعه على متطلبات سوق العمل حاليًا ومستقبلًا بمجرد وصوله للمرحلة الثانوية وقبل إتمامه لمرحلة التعليم الأساسي ( العام ) حتى يكتسب الوعي الكافي الذي يمكنه من التخطيط الجيد بدءًا من اختيار التخصص المناسب ومن ثم إشراكه في سوق العمل من خلال التدريب العملي المحاكي للمهام التي توكل للموظف لا التدريب ( الصوري ) الذي يهدف فقط إلى إتمام متطلب التدريب العملي الجامعي للحصول على الشهادة الجامعية . 

 

وعسى أن يستوعب الشباب أن المستقبل الوظيفي اليوم مختلف بشكل كلي عما كان عليه قبل ثلاثة عقود مضت ، فالوظيفة المناسبة ذات الدخل المرتفع تعتمد على مهاراتك التي تتقنها ويحتاجها سوق العمل ، والحصول عليها يحتاج منك العمل الجاد على بناء ذاتك ورفع قدرتك على مواجهة التحديات وحل المشكلات مع التخطيط الجيد ، وهذا لن يتحقق بكم الشهادات أو الدورات ذات اليومين والثلاثة التي تُقدم الكم النظري وتتجاهل التدريب الحقيقي الذي يستهدف تنمية الذات ، بل بالدورات الاحترافية المتقدمة التي يقدمها خبراء لهم تجارب ناجحة مشهودة ، و كذلك بالممارسة المهنية ولو كان دون مقابل حتى تكتسب الخبرة والمهارة وتضع قدمك على أول طريق المستقبل بإذن الله .

 

همسة : 

 

الوظيفة الجيدة تتطلب المهارة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

13 فبراير، 2025
الوفاء بين الإنسان والأثير

ضيف الله نافع الحربي  مع...

6 فبراير، 2025
ضائقة اجتماعية 

ضيف الله نافع الحربي  في...

29 يناير، 2025
الحيرة والعقول المرتعشة

ضيف الله نافع الحربي  ليست...

23 يناير، 2025
قوتنا الناعمة

ضيف الله نافع الحربي  اقترن...