||
محمد هليل الرويلي
@mhdrwilly
في الشارع القديم
نعود إليه..
إلى شارع كان منزلنا ذات يوم،
يطل عليه،
ونسأله عن سنين هوانا ؛
فياتلق الشوق في شفتيه،
ونسأله عن سنين صبانا؛
فيحترق الدمع في ناظريه..!”
لأن ما ترويه سنواته وذكرياته في “سنوات الجوف ذكريات جيل” لا يعدها ذكريات شخصية أو لأحد من النّاس، إنما جعلها محاولة لـتسـجِيـل ذكريات جِـيـل وُلِـدَ وعَاشَ طُفُولَـتـه وَ مُراهقته بين جنبات أحياء “مدينة سكاكا” بمنطقة الجوف، في الخمسينيات والستينيات الميلادية من القرن العشرين. بكل ما في تلك الحقبة من صخب وتحولات اجتماعية جذرية عاشها وجيل زامنه و سبقه و تبعه أيضًا، لذا اختار أبيات صديقه صاحب المعالي – المصافحة الأولى في كتابه – وهو الدَّنِي منه والأرِيب الحبيب المُوَلّه والنائب المصاحب وزيره الشاعر الدكتور “غازي القصيبي”، والمستشار المتفرغ المُبَرّز – قبل – لمعالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد، غفر الله له.
لم نكن بحاجة إلى مزيد من المواقف والأيام والأعوام ومُرَاقبَة تَوَاقِيت التّوقد و مَوَاقِيت التَّدفق لـِشابٍ فَـذّ مُتَطَـلِّع بعد الرَّابع عشر من ديسمبر ١٩٥٣ م العام الذي شهدَ وَثْـبَـة (عبدالواحد) إلى الحياة..! إذ ها نحن في العام ١٩٧١ نهتف مجددًا؛ لحصوله على (الترتيب الثاني) في المرحلة الثانوية العامة، على مستوى المملكة.
أما سبيل كفاحه، وطُمُـوحهُ الـعَـالِي، فدونكم من منتوجات النياشين وَ واهج المسيرة العصَـامية لمعالي الدكتور (عبد الواحد بن خالد الحميد) وسنقتصد حتمًا، قاصدين تحديدًا “الاقتصاد” ففي العام ١٩٧٩ حصّـل على شهادة الماجستير من جامعة (بول ستيت بانديانا) في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الاقتصاد أيضًا، واصل دراسته فحصل على درجة الدكتوراه من جامعة ويسكانسون الأمريكية في عام 1984م ليعود إلى الوطن أستاذاً للاقتصاد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران.
ومرة أخرى يشد الخبير الاقتصادي الرحال إلى الولايات المتحدة الأمريكية لينهي دورة مكثفة في الصحافة الاقتصادية في جامعة بوستن عام ١٩٨٨.
أسهم الدكتور عبدالواحد الحميد، من خلال مشاركته، وتقديم خبراته العلمية، والعملية، في التنمية الحضارية الوطنية؛ فاعلًا ومتفاعلًا في العديد من الأنشطة المحلية والخارجية وفي رئاسة وعضوية اللجان ومنها:
عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
و نائب (رئيس مجلس الأمناء) في جامعة اليمامة. و رئيس الهيئة الاستشارية لـ (كرسي غازي القصيبي) للدراسات التنموية والثقافية في جامعة اليمامة.
كما أنه عضو في مجلس (إدارة جمعية الكشافة العربية السعودية) و إدارة (مركز عبدالرحمن السديري) ورئيس هيئة النشر في المركز .
كما شغل للدكتور الحميد، في مجالات خبراته العملية السابقة عددًا من المناصب ومنها :
نائبًا لوزير العمل، وقبل ذلك وكيلًا لوزارة العمل للتخطيط والتطوير ومديراً عاماً لصندوق تنمية الموارد البشرية وأمينًا عامًا لمجلس القوى العاملة.
إضافة لمشاركاته في مجالات البحث العلمي، والدراسات، انصبت الأبحاث في مجالات تخصصه سابرًا و متبحرًا، دوائر مُدّخراته، وخرائط معارفه، لشد “وثائق وطرائق” مناهج وأشرعة التعليم السعودي. وماثلًا وجدناه في حلكات! أبحاث اقتصاديات العمل، ومعتركات السوق، في الساحل والمينا و السهل والجبل، وفي مجالات التنمية الاقتصادية والأعمال والتعليم والثقافة . كما قدم الأبحاث والدراسات، في مقتضيات قضايانا الرّاهنة، ورهانات مستقبل أولادنا.. فحملت مؤلفاته وأعماله عناوين : (“السعودة أو .. الطوفان” و” اقتصاديات التعليم: اقتصاد في أمة” و” قضايا وتساؤلات في الشأن الاقتصادي” و”سنوات الجوف: ذكريات جيل”.
وقدم الدكتور عبدالواحد رؤيته المنهجية في الدراسات والأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات خلال عضويته بـ(مجلس الشورى) في الدورة الثانية، بين عامي (1418 ـ 1422هـ).
هكذا كان الدكتور عبد الواحد الحميد ، وهكذا هُو ، لم يأوي إلى ركّن شديد! معتزلًا ينشد الدّعة، مُستكينًا للوحدة أنما شَـهِـدَ الـوقـائـع والـواقِـع، شاهدًا ومُشاهدًا، مُذ انطلاقة أبرز المآثر الثقافية التنويرية بجوفه، إذ يبني الإنسان ذاته، ويتلمس من حوله.. شَـاخِصـًا بَصِيرَتهُ يَـبعـثُ أحلامهُ التي عاشْ وذكرياتَ الجِيل يربت سائر الجسد! كتفًا بكتف ، مُـنْـحَـازًا لِـلْـبَذلِ ، والـبِنَـاءِ ، والعطاءِ والصّْـبرِ والانضِبَـاط ،
مُستَذْكِرًا وَ مُذَكِّـرًا؛ شُخُوصَهُ وَ مُلْـقِـيًا وَرَاءَ ظَهرِه! بلغة عصاميةٍ وصوتٍ مَسْـمُوعٍ قرارات (الاكتِفَـاءِ والانْزِوَاءِ والسُّكُون) بلا أصوات ترددات صولجان البناء نحو عواتق: أَرضِـنَـا وَ الإنْـسَـان.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020