||
مها الكافي
@AlkafiMaha
عرفت الفنون الأفريقية وتميزت عن باقي الفنون بأسلوب دمج فيه الفنانون الأفارقة وبالتحديد هنا السودانيين بين الموروث الثقافي وطبيعة السودان الجغرافية
السودان احتضنت منذ القدم فن الرسم والنقش والنحت أي ماقبل التاريخ ولو رجعنا إلى جدران معابد الممالك الجنوبية في شمال السودان تحمل آثار لتلك الأعمال واستمر إلى عهود الممالك المسيحية.
وبالخوض في بعض اللوحات في فترات معينة سنجد أن الفنون التشكيلية أرتبطت إرتباطاً وثيقاً وعكست الحياة اليومية الإجتماعية للسودانيين وتنالوا فيها قضاياهم حتى أصبحت اللوحة رسالة مقروءة. السودان ذلك البلد الحاضن لكثير من المبدعين التشكيليين يفتقر فيه الفنان والفن إلى جانب الإهتمام والرعاية ورغم ذلك إلا أن الفنون السودانية واللوحة السودانية استطاعا أن يشقا طريقهما عبر بعض الفنانين الذين استطاعوا أن يشاركوا في إماكن متفرقة من العالم في محافل فنية تشكيلية. الفن السوداني واللوحة السودانية تشكل فكراً حيث عكست الحياة الإجتماعية بشكل ناجح حيث اللون والشكل والعناصر والأساليب المتعددة تتحد وتشكل الحياة المدنية الجديدة وتنصهر القبائل المتفرقة لتكون نسيج من الوحدة والتآلف بينها.
استطاع الفن في السودان أن يهذب الذوق العام وأن يدرب العين على إيجاد الجمال بين ركام القُبح حيث الحروب والفقر التي مرت عليها.
استطاعت اللوحة السودانية أن تحتل موقعها بين الفنون الأخرى حيث أنها تخبرك بهوية السودان وأنها من بلاد النوبة حيث الإنسان بهويته وفنونه وعالمه وأحاسيسه وزيه الرسمي.
استطاع الفنان السوداني أن يُنبت ألوان الحياة بين ركامها.تلك الألوان الزاهية الجميلة في اللوحات التي تعطي الأمل والحياة رغم الرماديات التي تحيطها. هنا سأحاول أن أقرأ إحدى لوحات الفنانين التشكيليين وسأقف على جسر بلاد النوبة ومن خلال إطار اللوحة سنعرف ماذا يريد الفنان التشكيلي السوداني أن يبعث للكون من رسائل من خلالها.
لوحة للفنان السوداني (معتز إمام.) اللوحة فيها حكاية وقصة كفاح للإنسان السوداني الشخوص المترابطين والمتقاربين تحكي حكاية قوة المجتمع السوداني وتماسكه. أيضاً كيف استطاع الفنان أن يعطي لنا إيحاء بأن الأشخاص ذابت ملامحها حيث بهتت في رحلة الوجود وحقيقته.. وكيف كانت رحلة اللون تحكي معاناة البقاء ولون الأمل من خلال إنبعاث ألوان الحياة وكيف استطاع الفنان أن يحررها من حدود اللون إلى حقولها الواسعة حيث الحياة المفعمة بالطموح. اللون في اللوحة السودانية لعب دوراً كبيراً. فرمز للأرض والتراب والسماء والحقول. رمز لولادة الأجيال. ورمز للمطر والبحر. واعطانا من خلال تراكم العناصر رمزاً لطول الزمن وطول البقاء والوقوف والسواد الذي نشاهده خلف الشخوص رمز لصعوبة الحياة. اللوحة تحمل مسلمات كثيرة وتناقضات الوجودية حيث الحزن والفرح والتقوقع والطموح وحيث الموت والحياة.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020