||
قراءة الفنانة مها الكافي
@AlkafiMaha
اعتدت أن أقرأ الفنان أو الشخصية من خلال ما يقدمه للمجتمع أو للساحة الفنية من أعمال برؤيتي ومنظوري وما عكسته أعماله أو سيرته.
لم يولد في بيت فنانين ولم يكن أحد من أقاربه فنانا. عشق الرسم والشخبطة مذ كان طفلا حيث قال الذي أتذكره هو أنني أرسم مذ كنت صغيرا للممرات والطرقات والأشجار والطيور حكايات معه من التأمل والأحاديث ومحاكاتها رسما. كانت المرسمة والكراس رفيقي دربه و كان للتأمل في الكينونة نصيب كبير.
في فضاء الورقة وحضور الإلهام يتجسد الإبداع بأنامله التي طالما غنت لأحلام تتوالد كلما حقق أحدها طرقاته مليئة بالمصاعب وبعض الاخفاقات كحال أي مبدع ومبتكر وفنان لكنه يتجاوزها بالتحدي والإصرار على تطويعها . نقرأ في أعماله آمال و أحلام كبيرة وذلك من خلال الشخوص فهو يختار تلك الملامح الصعبة والتي أيضا فيها طموح وإصرار العيون حكاية أخرى للوحاته فهي تنظر إليك وتحاورك فتقف كثيرا أمامها ولتأخذك تلك التفاصيل الدقيقة في البشرة والتجاعيد وكيف استطاع أن يرسمها بكل واقعية لعالم الجمال والإبداع .
إنه الفنان تركي العثمان ذلك الفنان والذي أبهر الكثير من عشاق التواصل الإجتماعي ومن محبي الفن ومن الفنانين إلى فنه في الواقعية في رسم البورتريه لم في أعماله من المحاكاة البحتة للشخص أو الصورة في أصغر التفاصيل وأدقها سنوات ممارسة وعطاء ونتاج ليس بالكمي ولكن النوعي . وكأن ذلك العطاء نهر تدفق من منبع الإصرار والشغف للوصول للإبداع اللا منتهي وبذلك سيدوم حلمه للوصول وهذا ما سيعمل على ديمومة تألقه وعطاءه وتميزه ، لديه هاجس تنامى في أحضان الفن والموسيقى وقدح شاي وورقة ومرسام اعتاد على بريه وتنقيحه وهو يتحدث إليه بهمس أمام الشخصية التي يرسمها ، أجواء حميمية وأدوات رسم بسيطة ينسج معها أحاديث الأنس وهو يرشف قدح الشاي في كل إطلالة صبح حيث للصبح شجن ولنسيمه انتشاء فيبحر في لج اللوحة والفحم بعدما قضى تأمل بالصورة لتصبح اللوحة وأدواته هي عالمه الوقتي .
ولنبحر نحن في عالم لوحاته ولنحاول أن نرى الطريقة التي نهجها في إخراج العمل المكتمل وأدواته المستخدمة لنأخذ هذه اللوحة هنا يستخدم في رسم الملامح التخطيط وهو تقسيم الوجه الى أربعة خطوط خط الجبين والعينين والأنف والذقن وخط منصف الأنف ثم يبدا في استخدام أقلام الفحم 6B charcoal و HB وبودرة الفحم وممحاة العجينة والمونو ورغم بساطة أدواته إلا انها تخلق إبداع يبهرك . له أسلوب آخر يقول أنه ليس من ابتكاره ولكنه أحب أن يتقنه ويغوص في أعماقه وهو البداية بضربات فحم عشوائية مع التأكيد على العينين والأنف والشفاه بزيادة ضربات الغامق فيها ومن ثم البدء بتحديد العينين بأقلام الفحم وتفتيح الفاتح بالممحاة حتى يسبغ على البورتريه في واقعية ملامحه لمسة فن وفنان لتصبح لوحة فنية بعيدة عن صناعة الفن كما في واقعية البورتريه.
أعماله بشكل عام اتسمت بالواقعية البحتة في تفاصيل البشرة وواقعية الملامح وحتى خصلات الشعر والظل والضوء لعبا الكثير في لوحاته. يتميز تركي الفنان بالصبر فهو صبور يتأمل الصورة طويلا حتى يكتسب التغذية البصرية يعطي لكل جزء وتفصيل في لوحته الحق من الإتقان والوقت ومن خلال مشاهدته وبثه عبر الإنستقرام هو فنان هادىء ويرسم بروية وهدوء وربما هذا ما جعل أعماله تتميز .
أعماله في البورتريه فيها هدوء وعمق في المنظور تهدأ بمجرد التأمل في تفاصيلها فتخطفك نظراتهم وتأسرك بداخلها لتستمتع بجمال الدقة والتفصيل.
تحدثنا معه عن قرب من خلال دوراته التي أقامها ومن خلال حساباته وبثه المباشر على الإنستقرام والسناب شات وتابعنا تحاوره مع متابعيه على تلك المواقع فأكتشفت فيه تركي الإنسان المعطاء المتواضع الباذل أقصى ماعنده من معرفة لمن يسأل وايضا يتابع . تركي الإنسان الجميل الرائع قبل أن يكون الفنان المبدع جذب إليه جمهور أحبوه وأحبوا وعشقوا فنه.
هكذا يكون العطاء والإبداع عندما يكون هناك هدف تريد أن تحققه فسيخلق الإصرار داخلك لتحقيقه وستواجهك صعوبات ولكن المهم أن تتحداها وتطوعها وهذا هو عطاء وإبداع تركي العثمان
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020