||

الفن رسالة إنسانية ومسلسل خيوط المعازيب نموذج لذلك

2 أبريل، 2024

مسعدة اليامي

عرفت الإحساء منذ أكثر من ثلاثين سنة, رغم أني لم أزرها ولا مرة , وذلك عن طريق لهجة شقيقة الوالدة .. التي انتقلت للعيش بها مع زوجها في المبرز, كان الاختلاف عندما تتكلم بالنسبة لي ساحر ومختلف , وممتع لدرجة الجذب لمعرفة ماهية تلك المفردات .. التي تعلمتها بالمعايشة .

السمة الدرامية التي تصل إلى حواس الإنسان و فكره تعتمد في المقام الأول على الحالة الإنسانية المطروحة في العمل , و ألا لما تفاعلت الجماهير العربية والخليجية مع الكثير من الأعمال التي تلامس مشاعرهم , و تطرح ما يشابه قضاياهم و همومهم , وأفكارهم و أن كان هناك اختلاف في اللهجات أو اللغات.

خيوط المعازيب بالنسبة لي من أجمل الأعمال الدرامية التي شاهدت هذا العام , كونه يعبر عن الحالة الإنسانية دون تكلف أو تنميق أو تلاعب وأتمنى أن يكون هناك أعمال أخرى, بذات التميز في السنوات القادمة .

الشيء الذي لفت نظري المثل الشعبي , كونه لم يأخذ حقه في سياق العمل, فالمعروف عن المثل التنقل والشهرة , لذا كنت أتوقع أن يقال ذات المثل في أكثر من حدث داخل القصة حتى يأخذ وقعهُ في العمل.

الفحول : قد يقال عن ذلك خرافة و الخرافات ما هي ألا تجارب قام بها إنسان في وقت مضى ونجحت ولا تخلو أي بيئة في المجتمعات من مثل تلك الأفعال و الأعمال التي تشكل ثقافة في وقت ما.و قد ترجع لها الذات البشرية عندما يتملكها اليأس,

الزينة التي كانت تتجمل بها المرأة في السابق و ذلك بوضع المساحيق في مفرق الرأس والمشموم في الشعر و طريقة اللبس من الجماليات التي خرجت من صندوق الجدات و الأمهات اللواتي بدأنا بتذكر أجمل الأيام وخاصة “المرتعشة” التي عاصرت الكثير من مناطق المملكة بما فيها نجران مسقط رأسي كونها كانت شرط العروس أين كان حجمها وأظن أنها ستكون بعد نهاية المسلسل من أجمل ما تتزين به المرأة في الأيام القادمة.

أيضا طريقة الولادة في ذلك الوقت , والأدوات المستخدمة التي كان أهمها الماء الفاتر ,والتراب ,و المقص و لقد سمعت عن تلك الطريقة من قبل النساء الكبيرات في السن.

العمل رائع و لقد حاكا حواسنا بالكثير من المشاهد التي أفرحتنا و أحزنتا و يكفي أن العمل يقوده دعامتان من دعامات الفن الخليج ,و ذلك ليس بقصور بجميع المشاركين في العمل ألا أن الفنان إبراهيم الحساوي وعبد المحسن النمر يطلان علينا كل عام في أعمال خليجية كثيرة, وفي أدوار مختلفة ,شكلت لهم بصمة فنية لا تُخفَ على الجميع و ذلك شاهد على أن الفن رسالة منفتحة ,و ليس نقطة أخر السطر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية