||
ضيف الله نافع الحربي
قالوا لنا منذ نعومة أظفارنا أن ” الصديق وقت الضيق ” و ورد إلينا من السلف الصالح و غير الصالح قصص عن وفاء الأصدقاء وكيف كانت هناك قصص من نور ترفع قيمة الإنسان من خلال مشاعر الصداقة ونبلها وأداء واجباتها والوفاء بمتطلباتها التي لا يقوم بها إلا من أدرك قيمتها ، ولأن للصداقة دون بقية العلاقات الإنسانية خصوصية وميزة أنها قد تكون بين أشخاص لاتربطهما علاقة قرابة أو مصلحة مشتركة ما ينفي وجود أنها علاقة فُرضت بأمر الواقع ، فكم من غُرباء أصبحوا أقرب الأصدقاء وكم من صديق قادته الصداقة الصادقة لمكانة الأخ ، وكم من صداقة تحولت إلى مصاهرة ما يعزز أن هذه العلاقة ليست مجرد حاجة إنسانية مؤقتة أو حالة عابرة ، وإلو اليوم لم يتغير شيئًا مما ذكرته آنفًا فالصداقة كما هي بذات المكانة والمتانةوالقيمة ، وإن تعالت أصوات الخذلان بين الأصدقاء وارتفع التحذير من الصديق الذي قد يضعك في الضيق بعد السعة ،
إن تغير مفهوم الصداقة عند البعض يعود بالدرجة الأولى إلى وضع الصداقة في قوالب ضيقة للغاية من أجل تحقيق هدف أو مجموعة أهداف خلال مدة زمنية قد تطول وقد تقصر لدى طرف ، بينما يرى الطرف الآخر أن تلك الصداقة هي صداقة خالصة دائمة بعيدًا عن المصالح وما شابهها ، ومع هذا التباين الخفي المؤلم تأتي النهايات بعكس ما يجب أن تنتهي إليه الصداقة الحقيقية الطبيعية ، وكأن البعض يعتقد أن الصديق مجرد وسيلة تؤدي مهمة في الحياة ما يلبث أن يؤدي دوره (( وتنتهي صلاحيته )) ليستمر البحث عن من يؤدي دور آخر لتحقيق متطلبات هذا أو ذاك .
لا أعلم كيف يفكر أولئك الذين يعتقدون أن العلاقات الإنسانية من الممكن استغلالها بطريقة بشعة ، ولا كيف يقبل أي طرف الاستمرار في علاقة اتضح له أن طرفها الآخر انتهازي أو أناني يسعى لمصالحه فقط ، لذا مراجعة العلاقات وتقييمها مهما كانت مكانة هذا الشريك أو ذاك إجراء صحي و وقائي يحمي مبكرًا من الخذلان الذي قد لا نحمد عقباه ، مع الإعتقاد التام أن لا أحد يستحق أن تتحمل نواياه الغير جيدة .
همسة :
من باب الإنصاف الصديق وقت الضيق وسيبقى كذلك .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020