||
ضيف الله نافع الحربي
ليس بالأمر الهين أن يصنع الناجح نجاحه ، فالأمر يتطلب قدرات وإمكانات وإنسان مُمتلئ بالطموح وبيئة حاضنة للنجاح ، وهذا ليس على مستوى الأفراد فقط بل حتى على مستوى المجتمعات أو الدول لن يتحقق النجاح دون توافر مقوماته والقضاء على مُهدداته ، لأنه يبدأ هشًا ويشتد ساعده شيئًا فشيئًا حتى يمتلك القوة العظمى التي تميزه ،و حتى يصل إليها ثمة طريق طويل غالبًا ( غير سالك ) و مشكلات تتطلب مهارة عالية لحلها ورُبما كان هناك حضور لليأس والإحباط الذاتي أو المُصدّر من أعداء النجاح ، لذا حين يصل بعد كل هذه الصعوبات يكون للنجاح لذة الانتصار و وهج التميز ويحقق العائد المعنوي الذي يُنسي صاحبه كل ما عاناه حتى يصل ، ولعل أبرز و أهم عوامل صناعة النجاح الاعتناء بالناجحين من خلال تهيئة الظروف التي تساهم في توفير بيئة نجاح خالية من المهددات وأول هذه المهددات وأعظم الداء الذي يعصف بجهود من يريد تحقيق النجاح ( الفساد ) .
نعم الفساد ولا سواه ، لاسيما في منح الفرص لغير مستحقيها وهذه من أقوى المهددات لصناعة النجاح على مستوى العالم ، ومن هُنا كانت أولى خطوات المملكة لتحقيق رؤيتها وبناء المستقبل المشرق لدولتها محاربة الفساد واجتثاث جذور ذلك الداء الذي سلب الكثير من الناجحين حقوقهم المشروعة ، ليس فقط على المستوى المتقدم من المنافسة أمام الفرص الثمينة التي تسعى لها شريحة كبيرة من المتنافسين في هذا المجال أو ذاك ، بل حتى على نطاق دوائر التنافس المحدودة كالأسرة مثلًا أو الصف المدرسي أو على مستوى المدرسة ، قد يأتي الفساد على هيئة ميزان عاطفي مائل أو لا مبالاة أو مجاملة تمنح صاحب الإمكانات الأقل فرصة أكبر يستحقها من هو أفضل منه ،
وحين يحدث مثل هذا الخلل الجسيم في التعامل بعدل مع الفرص الممنوحة لمن يستحقها ، تبدأ إمكانية تحقيق النجاح النوعي تتقلص ، ويصبح النجاح الأقل جودة يتصدّر المشهد ويبدأ (أصحاب التنظير ) ينسبون الأسباب لضعف المخرجات أو غيرها من العوامل الأخرى ، والحقيقة أن الفساد الذي أقصى المُهيأ للنجاح وقدّم الأقل هو المسمار القاتل الذي غُرس في جسد منظومة النجاح المتكاملة للشخص الجدير بالنجاح .
همسة :
النجاح هو العدل في منح الفرص المستحقة .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
انتقيت الموضوع وصغت المفردات فاحسنت الانتقاء وصياغةالمفردات.