||

احترموا افكار المختلفين

13 أكتوبر، 2022

ضيف الله نافع الحربي

 

تدور في عقول بعض المتعجبين حد الذهول أسئلة تراود نظرتهم المرتعشة للحياة تحت وطأة الوجل ( لماذا تغيرت المفاهيم وتبدلت القيم والمبادئ ) ، ( لماذا قل الحياء لدى بعض غير الأسوياء )، مقياس أهل السؤال فيما ذهبوا إليه ما برز من غُثاء فوق سطح مواقع التواصل الإجتماعي وليس فوق سطح الحياة بشكل عام وهناك فرق شاسع بينها فما يُشاع وينتشر في مواقع التواصل ليس شرطًا أن يكون مقياسا لمجتمع بأكمله وليس بالضرورة أن يكون مرآة دقيقة لمجتمعنا ، وهذا ليس تقليلًا من قبح بعض التصرفات والقناعات المستجدة أو المستهجنة لكني أسعى أن تكون لي نظرة عادلة إنصافًا للعقلاء والنبلاء والأسوياء الذين يمثلون شريحة واسعة أمام أقلية ، فمن يحتفل بالطلاق ويرفع به الهاشتاقات لايمثل إلا نفسه و لايمثل المجتمع ، ومن ( يهايط ) ويبالغ ويشتري هالات التعزيز لموقفه أو شخصه أو يُضخم إنجاز قد لايرتقي للإنجاز هو لا يمثل إلا فكره المحدود ونظرته التي يراها البعض قاصرة في حين يرى أنها تحقق له ما يسعى له ، ومن تنمّر و وثق تنمره أو انتقاصه لهذا أو ذاك لا يمثل إلا ذاته المريضة ، ومن خالف المألوف وحاول التسلق المعاكس نحو الهاوية اعتقادًا منه أنه سيلامس السماء فوق أكتاف العظماء فلن يجني إلا خيبات الدرك الأسفل من سوء البصيرة وقصر البصر .

نعم يؤذينا أن نرى سلوكيات لا نرغب في وجودها أو رؤيتها أو انتسابها لأفراد مجتمعنا لاسيما السلوكيات التي يتفق الجميع على استهجانها ورفضها ، لكن في الوقت ذاته علينا أن نتمتع بثقافة استيعاب التغيرات المتسارعة لرتم الحياة واحترام الفكر الذي نختلف معه فالفضاء الافتراضي المفتوح نافذة أمام الجميع يتنفس من خلالها الآخر المختلف ، لاسيما أنه لم يعد هُناك مجتمع مغلق ومن الصعب وربما المستحيل أن تعزل أي مجتمع في العالم لاسيما أن العقول اليوم تجوب العالم وتنهل من الثقافات المتباينة وتخاطب من تشاء وتقتنع بما تشاء دون أن تتحرك الأقدام خطوة واحدة ، ثم علينا أن نؤمن أننا في عالم متجدد وزمن جديد مختلف بشكل كلي عن ( جيل الطيبين ) اليوم جُل أفراد المجتمع هم جيل العالم الافتراضي وهم الأكثر تأثيرًا ، حتى الجيل الذي لم يكُن محظوظًا في شبابه بهذا الانفتاح التقني ، أصبح اليوم جزء لا يتجزأ من الحراك المجتمعي والثقافي في مواقع التواصل وأصبح الكثير منهم مؤثر لاسيما من يتمتع بالذكاء التواصلي ونجح في تقليص المسافة بينه وبين الثقافات الأخرى ، لأنه أدرك جيدًا أن العالم اليوم له لغته وأدواته من لم يتقنها سيصبح غريبًا ويموت غريبًا لا يجيد سوى لغة الانتقاد و والاستهجان والقمع الفكري ( اللي على غير سنع ) .

همسة :

كل شخص يعتقد أنه على صواب وهذا حق مشروع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية