||
نهلاء جمعه الخيبري :
في العالم الآخر خلف جفون العيون الحالمة حيث المسرح الأفتراضي الذي يزيح الستار عن الأحداث الماضية على خشبته دون قيود..
فهنا أحداث جرت على سفوح التميز والإنجاز، و توالت بتسارع في مقلتي ذلك المنتشي الحالم ..
ترآى أمامه مشهد التتويج وكاد أن يسمع حرارة تصفيق الجمهور له .. تبسم ثم همهم ،
و بفرحٍ راح يتمتم : لقد حققت رقما قياسياً وظفرت بالسبق.
حقاً كان نجاحاً مختلفاً خلّفه سهر الليالي و العمل الدؤوب و الهمة العالية ..
و في تلك القمة قبع كثيراً فتارة يقلب صفحات الذكرى و أخرى يستقبل التهاني و التبريكات ..و تتوالى سلسلة احتفالات توثيق السعادة في غايةالحبور و السرور..
ولأن النجاح كان مختلفاً بقى أثره طويلاً في نفس و محيط بطلنا ، إلان قمة نجاحه المزعوم سرعان ما تقافز إليها المتنافسون و باتت رقعة موطئ قدمه تتضائل و تضيق عليه الدائرة بكثرة الواصلين ..
فلم تعد أضواء الإصطفاء تسلط الهالة المعهود فوق هامته .. فقد تزاحم الكثير من المميزين و وصل العديد من المتألقين إلى مركزه المرموق و مجده المأمول.. كان من السهولة بمكان أن يستجمع قواه الكامنة و يقفز إلى قمة نجاح شاهقة ليلحق بالركب هناك حيث الرفعة بتحقيق رصيد آخر من طموح فريد أو تحطيم رقم قياسي في تحديً جديد ..
فالركون إلى الراحة و الدّعة يورث الشلل الثلاثي للفكر و للعمل و الأحساس ايضاً..و يجعل المرء يدمن الهدأة و يحتضن بقايا تذكار لنجاح قديم.
كان إصراره في تسجيل النجاح الأول كافياً أن يصل إلى قمة نجاح موازية لما وصل إليه إذا كانت القمة لا تتسع للجميع ..
فتعلم يا صاحب البذل قانون الأستمرار فالنجاح يوهب للنجاح و لا يستمر و يمتد إلا بالكفاح
لا تكن أسير فخ نشوة الفوز العارمة و تتدثر بذكرى تتويج منصرم فمن وقع فيه فقد حكم على إنجازه وعطائه بالنجاح الأخير !!
الذي حتماً سيفنى رونقه كل ما لمعت هامات مبهرة على ساحات التفوق و التمكن و تحقيق الأهداف بكل جدية و تخطيط و تأنيٍ و بعد رؤية حيناً .. و حيناً حسن استبصاراً و روية فخط النهاية لا يلوح لمثابر..و مضمار السباق لا يبتر في عيني السائر..
فتزودوا من النجاح الأول خير زاد و عتاد لصنع نجاحٍ آخر .. فكما أن الفشل و إعادة الكرة تلو الكرة توصف بأنها إحدى مراحل النجاح…
فحتماً التوقف على اطلال النجاح الأخير فشل مرير.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
النجاح ليس ان تصل القمه .. النجاح هو كيف تحافظ عليها 😌فالقمه يصل اليها الكثير بطريقه او اخرى ولكن المثابر هو من يستحقها 👍🏻