||
ضيف الله نافع الحربي
حين يُصاب الإنسان بمكروه ، تتبدل الكثير من الأحوال ، ويتغير مسار خط الأمنيات لديه و يتقلص عددها ورُبما حُصرت في أمنية واحدة ، والمكروه المقصود هنا هو القضاء الذي لا تستطيع منعه ولا رفعه ولا تخفيفه ، جميعنا نعلم هذا ، ونُدركه تمامًا ونؤمن بحقيقته ، لكن هذه المعرفة لم تنعكس عمليًا في حياة الكثير منّا ومن ذلك العمل بأسباب الوقاية من النوازل التي تنزل بالإنسان وليس هناك من هو في منأى عنها ، وقد تنزل به إما على هيئة مرض جسدي يُعيق الحياة الطبيعية أو مرض نفسي لايقل أثره عن المرض الجسدي ، أو تبدل مفاجئ من الغنى واليُسر إلى الفقر والعوز والحاجة ، أو شتات الأمر بعد اجتماعه ، والأمثلة تمتد ولا تنتهي ،
أما أسباب الوقاية من تلك المُلمات التي تتربص بحياة الإنسان فتبدأ بتوقع كل شيء وهذه هي التهيئة النفسية مع الإيمان أن ” ما أصاب الإنسان لم يكُن ليُخطئه ” وأن الله قادر على حمايته من كل مكروه ، ثم يأتي السبب العملي الذي يجب تطبيقه على أرض الواقع بالحمد والثناء والشكر المستمر والمتواصل النابع من قلب الامتنان لله على ما أنعم به على الإنسان ” فبالشكر تدوم النعم ” ، يأتي بعد ذلك العطاء مما أُعطي الإنسان ، فمن أُعطي الصحة فليسعى في مساعدة من تولاه السقم ، ومن أُعطي المال فلا يبخل على فقير أو محتاج ومن أُعطي العلم فزكاته في تعليم الناس ، ومن امتلك الرأي والحكمة والتوجيه فلا يقف عن شخص طلب منه خارطة طريق تُخرجه مما هو فيه .
انظروا بعين الاعتبار إلى أولئك الذين كانوا في نعيم مُقيم ، وقد نزلت بهم النوازل بشكل مفاجئ فتواروا عن الأنظار ، وركنوا إلى انتظار أقدارهم المقبلة يعانون وحدة الشعور مكلومين مُتألمين لا أضواء تُسلط عليهم ولا أصدقاء بذات الكم السابق حولهم ، يواجهون الحياة دون أمنيات سوى أمنية واحدة وهي عودة الحال إلى ماكان عليه ،
ثُم مارسوا الحياة بروح قوية ونظرة إيجابية مؤمنين أنكم لاتملكون تغيير ما كتبه الله ، لكنكم تملكون الابتعاد عن الكفر بالنعم التي إن زالت قد لا تعود ، وإن كان من خلاصة لماسبق فليس أوجز من العمل على الاستمتاع باللحظة دون تسويف أو تفريط أو إفراط ،
همسة ؛
جميعنا ضعفاء إلا من استقوى بالله .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020