||
ضيف الله نافع الحربي
بقدر أهمية السعي في الحياة طلبًا للرزق وللعلم وللنجاح وللتميز وترك الأثر ، بقدر ما تكون أهمية الاستزادة من الخير بأبوابه الكثيرة واليسيرة والتي يفوق يسرها طرق أبواب حوائج الدنيا ومصالحها ، ومن يسّره الله للخير سيرى بوضوح مواضع الأجر وفُرص الثواب ومواسم الطاعات ، ونحن اليوم في ” أيام معدودات ” غزيرة الأجر عظيمة الفضل لمن أراد ، ومن منّا لا يُريد أن يستزيد من الخير ؟! ، ما بين ذكر لا يتطلب جهد ، وتكبير لا يستغرق منك سوى ثوانٍ معدودة ، ومن أفضل الاستثمار استثمار ” خير يوم طلعت عليه الشمس ” يوم عرفة والذي يُصادف هذا العام يوم الجمعة وهو أفضل أيام الأسبوع ، مع السعي في مساعدة الناس وتلمس احتياجاتهم ، والعمل على صدقة الماء التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم حين سُئل أي الصدقة أفضل قال : ( سُقْي الماء ) لاسيما مع هذه الأيام ذات الحر اللاهب ، وحاجة المارة والعمالة وعابري السبيل للماء البارد لاسيما في الشوارع وحول المساجد، ومن أراد مزيدًا من الخير تتبع بالماء البارد من يعملون خارج النطاق العمراني لشح الماء البارد لديهم ، والمزيد من أبواب الخير كثيرة ومتفرقة فقط تريد استشعار لقيمة العطاء وعظمة الأجر وفضل أيام العشر .
ومع ختام العشر ، يحل عيد الأضحى ، ويأتي باب آخر من أبواب الفضل ، فنحن في بلد ولله الحمد الكثير من أهله يستطيعون الأضحية بل أن كثير من الناس يبرون والديهم المتوفين بأضحية ما يزيد أعداد الأضاحي ، ومما نسمع ونرى أن الكثير ودون قصد لا يهتم بما بعد ذبح الأضحية ، حيث يوكلها البعض للعمالة ويطلب منهم أكلها وتوزيعها بعد ذبحها ! ويكتفي بهذا ! بينما من يبحث عن أجر الأضحية لا ينتهي دوره قبل أن يوصلها إلى أبواب مستحقيها سواء من سكان الحي الذي يسكنه أو أماكن تجمع العمالة ، والمحتاجين والفقراء في محيط مدينته أو قريته ، ولأن اللحوم تحديدًا وفي مثل هذه الأجواء الحارة قد تكون عرضة للتسمم أو التلوث ، فمن البر بالمحتاجين واحترام لإنسانيتهم وحرصًا على اكتمال الأجر ، غلّف ما تريد أن تتصدق به من أضحيتك بطريقة آمنة ونظيفة وكأنك ستضعها في ثلاجة بيتك ، وما تجهله عن الأمور الشرعية عن الأضحية لا تتردد بسؤال أهل العلم عنه لأن للأضاحي شروط وأحكام يجب اتباعها حتى تكتمل بإذن الله ويكتب الله أجرها تامًا ، مع الحرص التام أن لا يكون للإسراف نصيب من هذه الشعيرة التي تُعد من أفضل القُربات إلى الله .
ختامًا :
كل عام وأنتم بخير .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020