||
ضيف الله نافع الحربي
أخيرًا بدأت إجازة نهاية العام الدراسي الماراثوني ( الأطول على مدى تاريخ التعليم السعودي ) بعد إقرار الفصول الدراسية الثلاث والإجازات المطولة التي تناثرت على مدار العام الدراسي وكانت بتقييمي الخاص ( جيدة ) إن لم تكُن ممتازة ، ليس هذا محور حديثنا ولكن الشي بالشيء يذكر ، ومع هذه الإجازة التي أدعو الله أن تكون سعيدة على الغني والفقير وعلى الصغير والكبير تقع الأُسر أمام تحدٍ صعب على من لايُجيد كبح جماح الأرقام وتطويع متطلباته ورغباته مع إمكاناته ( المالية ) دون المساس بأساسياته الثابتة ،قرابة الشهرين هي مدة الإجازة الصيفية لهذا العام والتي تُعد في ثقافتنا السعودية بمثابة إجازة الاسترخاء بعد جهد عام كامل ، وما أن تلوح في الأفق حتى يبدأ الحديث عن السفر يرتفع على نطاق الأسر ، وتبدأ الوجهات واختيارها والمقارنة بينها حديث المهتمين الشغوفين بالترحال وكذلك حديث المغلوب على أمرهم ممن ترغب أسرهم بالسفر كبقية الأسر ولكن ظروفهم المالية لا تسعفهم ، وكأن السفر هو الإجازة وإلا لا متعة للأيام بدونه ، ولا قيمة للإجازة إن لم يكن !
بالتأكيد أن الإجازة ليست كذلك ، المنطق يقول ذلك ، الاستمتاع بالإجازة ليس فعل مايفعله الآخرون أصحاب الإمكانات والظروف المختلفة لمجرد التقليد ، بل بالاستثمار المناسب للإجازة وفق خريطة حياة كل شخص ، يسبق ذلك الاستعداد والتخطيط في وقت مبكر ولا بأس من الإدخار ولو بجزء بسيط كل شهر من بداية العام حتى لا يقع رب الأسرة في حرج الضائقة المالية التي قد تكدّر صفو إجازته ،، الأهم هو الترتيب المناسب والذكي لأيام الإجازة واقتناص الفرص ذات التكلفة الأقل سواء في السفر الخارجي أو التجول الداخلي من أجل السياحة أو التغيير ، الأسعار متفاوتة وتفاوتها يناسب شريحة كبيرة من متوسطي الدخل ،المهم كيف تختار وجهتك ومتى تحجز بسعر مناسب ، ثم إن مجالات الانتفاع بالإجازة واسعة لاسيما لأصحاب الاهتمامات الفنية أو الرياضية أو الثقافية ، أما الأهم فهو الاستمتاع بالإجازة وعدم السماح للملل بالتسرب إلى النفس ، أو استمرار الروتين اليومي الذي كان عليه الشخص ماقبل الإجازة ولو بتغيير العادات اليومية وأوقات الخروج وأماكن قضاء الوقت .
همسة :
السعادة ثقافة .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020