||
ضيف الله نافع الحربي
بالأمس القريب كنّا نحتفل بقدوم الشهر الكريم ونتبادل التهاني بقدومه الميمون ، والقلوب يملؤها الشوق لبركات شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران ، وكا الحماس يشتعل داخل الأرواح التواقة للخير ، ولأن رمضان هذا العام مختلف بعض الشيء عن السنوات الماضية بحكم موافقة التقويم الدراسي لرمضان وضيق وقت الأسر بسبب النوم المبكر والساعات الدراسية خلال اليوم الدراسي ربما كان هناك شيء من التفريط في عظيم الخير الذي يرافق هذا الشهر ، حتى أننا اليوم قد ودعنا الثلثين من شهر الرحمة والمغفرة ، ولكن لا تزال الفرصة الأثمن أمام كل من يبحث عن الخير بل أن العشر المُتبقية من هذا الشهر هي الأثمن وقتًا والأسمن أجرًا وفيها ليلة تعادل ألف شهر ( أي ما يعادل عبادة ٨٣ سنة ) بكل ما فيها من خير وأجر وفضل ، لا تزال الفرصة في متناول الجميع والظروف مواتية لبذل المزيد من الخير والدعاء والعبادة ، لاسيما أنها توافق إجازة للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات بعد مكرمة خادم الحرمين الشريفين بتعديل إجازة عيد الفطر للتسهيل على منسوبي التعليم و أُسرهم .
إن العبادة الخالصة لله هي واجب الإنسان تجاه ربه وهي من أسباب وجوده ، فما قيمة العبد المخلوق دون عبادة خالقه ، تأملوا معي الفرصة العظيمة التي تحملها ليلة القدر : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه” ، فمهما وصل عمرك وبلغت ذنوبك إن وفقت لهذه الليلة أصبحت نقيًا من ذنبوبك وكأنك قد ولدت من جديد ، ليس من الصعب التفرغ لبضع ليالِ تحريًا لفضل ليلة القدر ، وليس لدينا ما هو أهم من انتظارها والعمل لها ، ونحن في المملكة لدينا خير عظيم بقرب الكثير منّا من الحرمين الشريفين ، ومن لم يستطع فالمساجد قريبة من الجميع ، ومن يستثقل الخروج فليكن بيتك محرابًا لعبادتك في هذه الليالِ الثمينة المباركة ، فقد لا تُدركها في قادم الأعوام ، وقد تُدركها ولكنك عاجز عن العبادة فيها لمرض أو عارض ، والعاقل من يرى الخير ويعرفه ويسعى ليظفر به بالعمل والإخلاص والاحتساب ، بعيدًا عمن يتصدرون المشهد في مثل هذه الأيام بادعاء الرؤى والتنبؤات بأن ليلة القدر هذا العام في ليلة كذا ، أو أنها كانت ليلة كذا ، ما قد يُحبط البعض أو يضلل البعض الآخر ، ليلة القدر علمها عند الله وليس من إيضاح لها سوى ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام .
همسة :
تقبّل الله منّا ومنكم وأعاننا على أنفسنا المقصّرة
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020