||
ضيف الله نافع الحربي
الأرواح والقلوب خصبة بطبيعتها الفطرية ، قابلة للعاطفة مُثمرة بها ثمارًا يانعة حين تجد من يعتني بغراسها ، والقلوب بفطرتها ليست قاسية كما يعتقد البعض بل هي سلوكيات وطباع أفضت إلى القسوة ، وليس هناك أرواح موحشة بل هي ظروف ومواقف وأخطاء إنسانية جعلت منها خاوية في صدور أصحابها ، ولأن الاستقرار يقف على الإمتلاء الوجداني والاكتفاء العاطفي بات في حكم الضرورة العمل على سد ثقب الخلل العاطفي حتى لا تهاجر النفوس المُطمئنة المُشبعة عاطفيًا ويحل مكانها ” اللاشيء ” الذي يسلب بدوره سعادة الفرد من خلال طغيان الجفاف العاطفي ، وبالتالي تتسع دائرة فقر المشاعر وتطال أكبر شريحة من الأشخاص المرتبطين بهذا الشخص أو ذاك بعلاقة تتطلب المشاركة العاطفية ، ولأن سدد الخلل العاطفي يُبنى على تلمّس الإنسان لحاجاته وحاجات من حوله عاطفيًا ، والعمل على تلبيتها باستشعارها قبل العناية بها وإشباعها لمن هو مسئول منه .
وبحكم أن الاهتمام على رأس قائمة الحاجات العاطفية لكل شخص ، وتكمن أهميته في كونه البوابة الرئيسية التي يعبر من خلالها الحُب وكل شعور إنساني فاخر ، ولأنه الاحتياج الذي يصعب طلبه بصوت مرتفع تكمن خطورة عدم إشباعه وكم من قلوب ذبلت وأرواح شاخت قبل أوانها بفقدانها الأمان العاطفي الذي يؤمنه بالدرجة الأولى الاهتمام ،
وفي ذات الأهمية يبقى إشعار الآخر بمكانته لديك ، وأهمية وجوده بالنسبة لك من المشاعر المُشبعة لاحتياج العاطفة ، في الوقت الذي أصبح الإفصاح عن المشاعر بلغة صريحة ثقيلًا على بعض القلوب ، وبعضها الآخر مؤمن أن ” لا داعي ” أن أخبر الآخر بمكانته لدي من باب ” أنت عارف مكانتك ما يحتاج اتكلم ! ” مفاهيم بائسة وعاطفة هزيلة ذابلة تكرهها القلوب والأرواح اليانعة المُقبلة على الحياة بعاطفة مفتوحة الشهية .
أما تقديم العاطفة على الطريقة التي تراها أنت ، وتتوافق مع قناعاتك ( التي قد تكون خاطئة ) فخطأ فادح لاسيما حين لا تجد أصداء قبول من الطرف الآخر ، العاطفة المُشبعة هي التي تقدم بالطريقة التي يرغب بها من قُدمت له ، لأنه هو من يُريدها بهذه الطريقة ، ولعل أغلب الخلافات العاطفية تأتي من اختلاف المفاهيم بين الطرفين فهذا يرى أنه قدّم كل شيء والآخر يرى أنه لم يقدم شيء وكل منهما على صواب بناء على زاوية النظر الخاصة به ، ولكن يتلاشى هذا الخلاف حين تُقدّم العاطفة بطريقة مشبعة متوافقة مع حاجة الآخر .
همسة :
القلوب المتراصة لن تحتاج لسد الخلل .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
القلوب المتراصة لن تحتاج لسجوا الخلل.
كلما إزداجت القلوب تعلقا بمشاغل الدنيا كلما قست وبقدر القسوة يكون البعد.
حتى بين الأبناء والأباء والأمهات والأخوان.
فكيف باولي الأرحام والأصدقاء
خفف التعلق بالدنيا تجد الوقت الكافي لتراص القلوب والفتها ومحبتها
بوركت أخي الغالي الأستاذ ضيف الله وبورك عقلك ويراعك
تحاذوا بالمعزة والإحترام تنعموا بالطمأنينة
تتئالف القلوب بالهدايا والكلام الحلو
دائماً أشعر الطرف الآخر بأنه جزء من حياتك
ليكن كل طرف بالنسبة للطرف الآخر شجرة مثمرة