ضيف الله نافع الحربي

تمر الأعوام عامًا بعد عام ، ومركب الحياة يشق طريقه دون توقف و الأعمار تتساقط من حوله وهو ماضٍ وفق سنة الحياة ، وما الفناء لمن حان أجله أو ولادة الوجود لمن قدم للحياة سوى جزء من أحداث طبيعية كُتبت بقدرة الخالق القادر ، واليوم ونحن نقف على الخط الفاصل بين عامين قادم لانعلم ما بين دفتيه ومُغادر خرجنا منه مُثقلين بتفاصيله الجميلة أو الأقل جمالا ولا أستطيع أن أتجاوز بوصفه بأقل من الجمال لأن كل ما كِتب للإنسان جميل بمقاييسنا القاصرة أو بمقاييس الخيرة التي اختارها الله لنا ، عامٌ مضى ولن يعود ورقمًا جديد أُضيف يزداد معه العُمر يومًا بعد يوم ، وما بين احتفال و وبهجة بالجديد القادم و شجن ممزوج بلحن الوداع لراحل إلى الأبد يتفاوت الناس في التعامل مع هذا الفاصل القصير بين عامين تحكمهم فلسفتهم في الحياة التي إما أن تكون مُشبعة بحب الحياة والنظر للأمام واعتبار الماضي صفحة طويت لا حاجة لنا فيها ، وإما أن تكون مقيّدة بالإلتفات للوراء تعاني صعوبة الخلاص من الإنتماء للكل مفقود .

وما بين هذه الفئة وتلك تتصادم الأفكار وتختلف الآراء وهذا ما يظهر جليًا على السلوك العملي الذي نشاهده ، فهناك من يستعد لعامه الجديد وكأنه عقد العزم أن يُصبح بحال أفضل مما كان عليه ، في الوقت الذي يجد من يُحاول احباطه وتقليص همته فيحقنه بعبارات بائسة (( وش الجديد )) (( أيام متشابهة وتمر )) وغيرها من العبارات ذات الإيحاء السلبي ! المنطق يقول أن ما بين آخر يوم في العام المنصرم وأول يوم في العام الجديد ليس هناك فرق وأن ما يتغير هو التاريخ فقط ، لكن تحفيز الشخص لنفسه والإستفادة من هذه الفواصل الحياتية ( كبداية العام ) قد يصنع منك شخص أفضل أدرك أن التغيير مستمر وأن الأشياء تتغير مواقعها وعليه مواكبة ماحوله ، و أن يكون مختلفًا كل عام عن العام الذي قبله ، فكما تغير ملابسك ومظهرك من فترة لأخرى عليك أن تغير من سلوكك وطموحك وأحلامك بين الفينة والأخرى حتى لا يكبر كل شيء وتبقى ذاتك بحجمها القديم لأنك ترفض أن تتقدم وتنمو أفكارك وتطلعاتك كسائر البشر ، وكم شاهدنا من نماذج مرت أيامها وأعوامها دون أن تؤثر بهم الفواصل الجميلة والمحفزة وها هم اليوم كما هم قبل ٢٠ عام لايستطيعون العودة للوراء ولم يكن لهم نصيب من واقعهم الذي تجاوزهم بكثير فقط لأنهم رفضوا أن يتعاملوا مع الحياة بذكاء .

همسة :

عام 2022 سعيد على الجميع .