ضيف الله نافع الحربي

بكل بوضوح ليس للخليج سوى قادته وشعوبه ، وإن كانت التحالفات التي تحقق مصالح الدول الخليجية حق مشروع، وصناعة مثل تلك التحالفات ذات بُعد استراتيجي ذكي وفاعل ، لكنها لن تفوق أهمية وأثر عن التحالف بين الدول الخليجية بعضها البعض ، لاسيما أننا اليوم في أمسّ الحاجة للتكاتف والتعاضد والحرص على الكيان الخليجي الكبير بنفس القدر الذي نحرص من خلاله على دولنا ، فالمصير واحد والمهددات هي ذاتها لجميع الدول الخليجية ، فعدو قطر هو عدو للسعودية وعدو الكويت عدو للبحرين وعدو عمان لن يُصادق الإمارات وهكذا ، ولعل أكبر مصادر التهديد لخليجنا الآمن هو المد الفارسي الخبيث الذي يُريد أن يطوّق جزيرة العرب من خليجها إلى بحرها بالميليشيات ذات الولاء الفارسي ويحاول نخر الداخل الخليجي من خلال إثارة الفوضى ونشر ثقافة العنف بين الشعوب من خلال استغلال الأحداث والتغرير بصغار السن تحت غطاء طائفي قذر وقد حدث في سنوات ماضية لولا يقظة دول المنطقة وعلى رأسها راعي البيت الخليجي المملكة العربية السعودية والتي أحكمت قبضتها واطفأت تلك الفتن في مهدها بفضل الله ، كما أن التحديات التي تواجه دول المنطقة كافة متشابهة ولن يتم التغلب عليها إلا بالتكاتف والتحالف والتوافق في كافة المجالات السياسية و الأمنية والاقتصادية لاسيما أننا دول نستطيع تشكيل تحالف اقتصادي يغيّر بوصلة اقتصاد العالم لعدد من الإعتبارات .

ومن تلك الاعتبارات أن دول الخليج هي مصدر طاقة العالم وتملك من احتياطات النفط ما يجعلها تتصدر قائمة الدول من حيث حجم احتياط النفط والذي يتوقع أن يتحاوز ٨٠٠ مليار برميل ما يجعل خليجنا المصدر الأطول عمرًا بين دول العالم ، إضافة للموقع الاستراتيجي لدولنا التي تحتل موقع هام بين قارات العالم اضافة لعمقها الإسلامي بوجود المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين ، وكل هذا من عوامل القوة التي تمتلكها منطقتنا الخليجية ما يجعلها معرضة للتهديدات التي تتوجب كلمة واحدة وقرار واحد واقتصاد واحد لا خلاف ولا اختلاف ، وهذا ما بدأت مؤشراته مع القمة الخبيجية (٤٢) التي عُقدت خلال اليومين الماضيين في عاصمتنا الرياض والتي سبقتها جولة ذات بعد سياسي وأخوي قام بها ولي عهدنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والتي تدل دلالة واضحة على الإرادة القوية والصادقة في لم شمل الخليج و تكاتفه لتشكيل التحالف الأقوى في الشرق الأوسط والذي سيرسم بإذن الله ملامح خليجنا القادم القوي بشعوبه وقادته وتحالفه

همسة :

” خليجنا واحد “