||
ضيف الله نافع الحربي
قد يدّعي البعض القدرة على التخلي عن الناس ، والإكتفاء بذاته وأن كل شخص في حياته ليس إلا ( رقم زائد ) لا يعني له الكثير ، و أن السلامة في هذا الزمن في الإبتعاد عن الناس واعتزالهم ، وفي الحقيقة أن من يدعي ذلك إما أن يكون غير صادق أو أن تقييمه للأمر خاطئ تمامًا أو أنه يخوض معترك نفسي خطير قد يسيطر عليه دون أن يشعر ، فالإنسان بحاجة لمن يقف بجانبه ويرافقه في الحياة ويُشاطره تفاصيلها ، نعم هناك من لايستحق البقاء ولا يُضيف وجوده لك شيئًا ، ولكن في المقابل ثمة أشخاص نحتاج وجودهم ليس لهدف مادي أو ملموس فمثل هذا الإحتياج قد يلبيه لك بعيد الناس وقريبهم ، لكن هناك من نحتاجهم لأنهم ترجمة حقيقية لمعنى الإحتياج الروحي الذي لا يملؤه سوى وجود من نرغب في وجوده، والحديث هنا ليس عن الحُب والعلاقة العاطفية وما يتبعها ، بل هو احتياج مبني على ما نُحب من خصال و صفات و وقفات تغرس الراحة التي تُحقق الأمان، وأمثال هؤلا علينا التمسك بهم وعدم التفريط بوجودهم ومنهم :
الصديق الذي يحفظك في غيابك ولو خسر في سبيل الذود عنك أقرب وأعز الناس لديه ، لأنه لم يفعل هذا إلا لأنه يُدرك جيدًا قيمة وجودك وأهميته والأهم أنه قوي بالقدر الكافي للحفاظ عليك مما تكره حتى في غيابك .
وكذلك الذي بادر و أسدى لك معروفًا لم تطلبه منه وأنت في أمس الحاجة له بمجرد علمه بحاجتك ولم يمُن عليك فملأ مكانه بوقفة عجز عنها من كُنت تتأمل فيه الوقوف فخذلك ، لأن من يفعل مثل هذا لن يدفعه لفعله سوى علو شأنه الإنساني وأصالة معدنه .
ومن الأشخاص الذين علينا التمسك بهم جيدًا شخص همس لك بأخطائك سِرًا دون أن يقسو عليك وأخذ بيدك لتُصبح أفضل حالًا فأصبحت كذلك، وهذا فضله عظيم لا يجب أن يمسه النكران .
ومنهم أيضًا من أدرك قيمة وجودك في حياته وحافظ عليه ، وتمسك بك بقدر ما يستطيع ليس له من وراء ذلك مصلحة سوى أنه أحسن الظن بك ورأى فيك شخص لا يستحق التفريط فيه .
أمثال هؤلاء علينا أن نتمسك بهم ونعض على وجودهم بقلوبنا ، لأن من هم على هذا القدر من النُبل والقيمة الإنسانية العالية حين نُفّرط بهم لا يُعيدهم الإعتذار ولا تعيد مكانتنا لديهم عبارة الإعتذار الهزيلة ( ما فات مات ) لأن بعض الصفحات حين تُطوى لن نستطيع العودة إليها ولو أردنا ، لا سيما أن وجود النوادر الإنسانية أصبح قليل ، والقيم التي تصنع أشخاص بمكانة هؤلاء نادر وجودها .
همسة :
لا تُفرط في شخص لايستحق التفريط به .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
مقال رائع وجميل وهناك ايضا الشخص الذي يكون كظلك يتمنى لك الخير ويسعى لذلك هذا الشخص بالذات تمسك به جيدا.🫀