الكاتب : ضيف الله نافع الحربي

قيل عن السودان أنه “سلة غداء العالم ” نظرًا لما يملك من مقومات تجعل منه مؤهلًا لتحقيق الإكتفاء الذاتي من الغذاء وتصديره لمحيطه الإقليمي وربما ساهم في سد حاجة الكثير من الدول العربية والأفريقية من المنتوجات الزراعية ، يعزز ذلك المساحة الجغرافية الشاسعة للسودان والتي تجعل منه من أكبر الدول العربية والأفريقية مساحة ، إضافة لوجود نهر النيل العظيم الذي يقسم السودان إلى نصفين خصبين ، ولكن واقع الحال يقول أن سلة العالم آنفة الذكر لاتزال فارغة ! والأراضي التي ستملأ تلك السلة لاتزال مهملة وما يؤسف حقًا أن الإنتاج الزراعي الذي كان يمثل قرابة ٥٠٪؜ من الناتج المحلي للسودان انخفض إلى ٣٠٪؜ خلال العقدين الماضيين وتحديدًا بعد انتاج النفط في البلد الزراعي الكبير ، وكان هذا الخطأ جسيمًا ويعكس فداحة ما قامت به الحكومة السودانية من إهمال القطاع الزراعي ، بينما المفترض أن يكون استخراج النفط عاملًا مساهمًا في توسيع الرقعة الزراعية ودعم استصلاح الأراضي لتحقيق حُلم السودان الذي لازال يغفو على صحاري ذلك البلد الخصب .

وقيل عن أهل السودان أنهم نبلاء في صفاتهم أُمناء فيما أوكل لهم ، تسري أصالة العروبة في دمائهم ، أهل دين وقيم ، مسالمين دون ضعف أشداء حين يتعلق الأمر بدينهم و وطنهم وعروبتهم ، عرفنا الكثير منهم في بلادنا كأشقاء يشاركوننا التنمية في بلادنا معلمين وأكاديميين لهم الفضل على طلابهم وكذلك أطباء و محاسبين وعمال ، شاركونا الحرب في اليمن فكانوا نعم الجنود البواسل ضمن قوات التحالف لإستعادة الشرعية في اليمن الشقيق ، وأينما سألت عن السودان وأهله وجدت الثناء المستحق لهم .

وما بين أرض خير وشعب نبيل ، لازال السودان يغرق مع الحكومات المتعاقبة والإنقلابات التي تبتر الجهود وتقطع الطريق على إيجاد الحلول للنهوض ببلد يستحق الأفضل ، شاهدت بألم ما حدث من أحداث سياسية قبل أيام ، وكأنها أقدار تُعيد السودان المُنهك إلى الصفر كلما سار نحو حلم الألف ميل .

أيها الشعب السوداني العظيم ؛ إن الحلول لا تهطل من السماء ولا تولد بين عشية وضحاها ، بل تتحقق بالصبر ( وإن كان من سيقاطعني ويقول صبرنا كثيرًا ) أعلم ذلك ، ولكن هذا لايمنع أن تكون السنوات الخمس القادمة سنوات تأسيس للسودان الجديد بإنتخاب حكومة تقدّر خيرات السودان وتسعى لتحقيق طموح شعبه ، لينعم بمقدرات سودانه العربي بعيدًا عن الإنقلابات وثقافة الخراب والربيع الأسود الذي ينادي به أعداء الشعوب والنماء والسلام .

همسة :

قلوبنا مع السودان ودعواتنا له بالنماء ولشعبه بالخير .