||
الكاتب : ضيف الله نافع الحربي
حين يتصدّر مواقع التواصل أحد المشاهير ويسوّق لهذا المُنتج أو ذاك ( غالبًا تكون المنتجات التي لاتلاقي رواجًا) أو أنها ذات مواصفات متدنية لاتستطيع فرض نفسها في الأسواق أو التي لها أضرار صحية أو خلل في السلامة ، ثم يقدمها على أنها المنتج الذي لامثيل له ويبدأ في سرد مميزاته الوهمية إن كان من مستحضرات التجميل وقدراته الخارقة إن كان من الأجهزة التي غالبًا يتم تسويقها دون وكلاء وتكون دون مواصفات الأمان والسلامة المطلوبة ، ثم يُقسم أيمانًا مُغلظة أنه لم يمر عليه كهذا المنتج وأنه لامصلحة له ! حين يحدث مثل هذا فهو ( ضحك على الدقون ) على حد تعبير المثل الشعبي الذي يعبّر بدقة كيف يتم استغفال الجهلاء لأصحاب الرشد والعقل والذي أصبح اليوم في وضح النهار ، و يتهافت عليه البعض كما يتهافت الفراش على النار.
وحين يجتهد المسوق العقاري بكل السُبل والوسائل لتسويق منتجاته العقارية التي لاقت كسادًا خلال السنوات القليلة الماضية ليصطاد من يبحثون عن سكن مناسب يأوي إليه وعائلته فيما تبقى من عمره ، وييدأ هذا المسوق يقنع المغلوب على أمره ( الباحث عن السكن ) أنه أمام فرصة لاتعوض وأن العقار مقبل على مرحلة طفرة وارتفاع في الأسعار وأن ما يعرض اليوم بمليون ريال لن تجده بضعف المبلغ بعد عام من الآن ، ليقتطع من راتبه 60% لمدة لاتقل عن 15 عامًا فهذا هو ( الضحك على الدقون ) لاسيما حين يكون المنتج العقاري بُني بطريقة ( طبطب ليّس يطلع كويس ) ليجد المالك نفسه وبعد عام واحد فقط أمام منزل يأكل أكثر مما تأكل أسرته بسبب عيوب البناء .
كذلك من صور ( الضحك على الدقون ) أن تلجأ البنوك إلى الحيل البصرية في إعلاناتها احصل على قرضك الآن وبنسبة فائدة (….) وفي باطن العقد الكثير من الشروط التي تقيد العميل ولاتخدم مصالحه ليبقى مصدر رزقه رهنًا للبنك طيلة فترة القرض وقبل أن تنتهي المُدة تنهال عليه العروض ليأخذ قرض آخر وتستمر القيود التي تعيده إلى نقطة الصفر وهكذا يبقى رهين بنك جشع لايرحم .
وليس ببعيد عما سبق حال السيارات و وكالاتها ومعارضها التي أصبحت تتفنن في تسويق سياراتها و مداعبة زبائنها بعبارة ( دون دفعة أولى ) أو تأجيل القسط ( لمدة شهرين أو ثلاثة ) وكل هذا ليس تخفيفًا عن العميل بل إغراء كاذب لتؤجل جميعها إلى نهاية العقد فيجد نفسه بعد مضي الفترة أمام الدفعة الأخيرة التي قد لايستطيع توفيرها وبالتالي تُسحب السيارة من قبل الشركة وهذه صورة أُخرى للضحك على دقون الناس وتحقيق مصالح طرف دون أي اعتبار للطرف الآخر .
قد نكون نحن السبب الذي يُغري غيرنا ويجعله يمرر علينا ما يشاء دون احترام لعقولنا أو خوف من اليقظة التي قد تكشف أمر التسويق الوهمي الكاذب الذي لايخدم إلا جيوب مشاهير السناب أو شركات الدعاية والإعلان وبالتالي فالوعي والحذر وتحكيم العقل واستشارة أهل الخبرة ممن هم خارج نطاق أصحاب المصالح يعزز ثقافة ( أضع ريالي في مكانه المناسب ) .
همسة :
لاتقبل استغفالك .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020