||
الكاتب : ضيف الله بن نافع الحربي
” لا أحد يصل درجة الكمال ” قاعدة حياة لا يختلف عليها أحد ، مع التأكيد على وجود التفاضل بين الناس وفق درجات متفاوتة معيارها الأقل عيوبًا هو الأكثر قبولًا والأجدر بالمحبة والصداقة والثقة ، هي الحياة المتباينة بظروفها العاتية ، بأمواجها الساكنة حد الهدوء المخيف أحيانًا أُخرى ، تُبهج هذا حتى يعتقد أن لاشقاء أبدا ، وتعتصر ذاك حتى يظن أن أفق الحياة كثقب الأبرة وأقل ، وهو الإنسان الذي يرتكب الخطأ و يُمارس الخطيئة ضعفًا أو جهلًا أو عمدًا ، وهو أيضًا الذي يُحسن ويرحم ويساند ويقف وقفة العظماء ، إذًا ما بين الإنسان والحياة صراع لايخلو من العناق وهذا هو سِر وجود الأمل وإلا كانت الحياة على رتم واحد وبالتالي يُدرك من يعيش فيها أن لاجدبد قد يأتي، ليعصف به السؤال المُحبط لِما انتظار القادم الذي نرجو فيه الجميل ! .
وعِلمُنا بكل هذا يجعلنا أكثر وعيًا بفلسفة الحياة ، وبالتالي نكون أكثر قدرة على التعامل مع التباين الذي هو جزء من تكوينها الأساسي ، ما يجعل من الاجتهاد ضرورة تفرضها الحاجة ، وكما تعلمنا في طفولتنا ومدارسنا ونحن صغار ( أن لكل مجتهد نصيب ) وبقدر هذا الاجتهاد ستنال ما تريد أو جزء منه على أقل تقدير ، ومفاتيح الإجتهاد في الحياة ) : ( كيف نُفكر ؟ ) ثُم ( كيف نقرر ؟ ) وبالتالي سنتعلم ( كيف ننفذ ؟ ) ، أما كيفية التفكير فهي التحدي الأقوى للإنسان لأنه يمارس من خلاله الميزة التي ميّزه الله بها عن غيره ، تفكر كيف كيف تتجارز العقبات ؟ كيف تتقبل الصدمات؟ كيف تقف بعد السقوط ؟ وحين تُجيد التفكير ستجد نفسك مؤهلًا لإتخاذ القرار الذي يعقبه التنفيذ بكل شجاعة ، فلو سألت نفسك يومًا لسبب أو آخر ( هل أنا شخصٌ سيئ ؟ ) و بحثت في أعماق هذا التساؤل بفكر منطقي محايد ستكتشف أنك شخص رائع تمتلك الكثير من الصفات التي يتمناها الكثير من الناس ، وستجد أن لديك ضمير يقظ على قيد الحياة دعاك لهذا السؤال الصعب ، وستجد كذلك أن لديك بعض الأخطاء التي اختبأت منك خلف إيجابياتك لكنها تمارس الحياة وتشاطرك السلوك دون شعور منك ، حينها ستتخذ قرار بتصحيحها و تنفيذ ذلك بروح الإنسان الراغب في الدرجة الإنسانية القصوى حيث ( الأقل عيوبًا ) مع الثقة التامة أن الكمال درجة لايصل لها الإنسان، والعمل على الوصول لها ليس إلا مضيعة وقت وجهد كان الأولى استغلاله في تصحيح الأخطاء ومراجعة النهج وهذا هو الواجب الذي يغفل عنه الإنسان .
همسة ؛
أنت رائع بأخطائك التي علمتها وعملت على تصحيحها .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
ماشاءالله
بوركت الأنامل التي خطت .
سددوا وقاربوا
تحياتي أستاذ ضيف الله…