||
د/ صلوح السريحي
يقع على العالم في فترة الأزمات مسؤولية مجتمعية، فهو مرآة لمجتمع الأزمة
معبرا عن احتياجاته، كما أنه موجه لمجتمع الأمة، وإذا كان هذا هو دور العالم عامة إلا
أن هذا الدور يكون أكثر وضوحاً وحضوراً في العالم الرقمي أو ما يعرف بالعالم الجديد أو
الكوني، حيث يمكن لكل فرد أن يكون وسيلة إعلام متنقلة، وبذلك يتحول من متلقي للرسالة
إلى متفاعل معها ومتجاوب مع عناصرها.
وقبل البدء في عرض دور العالم الجديد في زمن جائحة كورونا لابد لنا من الوقوف
على مفهوم العالم الجديد، فعلى الرغم من تعدد تعريفاته إلا أنها تتفق جميعها على أنه
مجموعة من الأساليب والأنشطة الرقمية التي تمكننا من إنتاج ونشر محتوى إعلامي وتلقيه
بمختلف أشكاله من خلال الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت في عملية تفاعلية بين
المرسل والمستقبل، لذا يمكن القول بإنه إعلام يتولد من اندماج ثلاثة أقطاب تتمثل في جهاز
الكمبيوتر أو بدائله وشبكة الإنترنت والوسائط المتعددة . مكنته هذه الأقطاب من تخطي حدود
الزمان والمكان ليصبح إعلاما كونيا يتمتع بالاتصال التفاعلي التبادلي وبالمرونة والتكامل
وسرعة الحركة وتدفق المعلومات عبر الوسائل الجديدة، كما أنه إعلام يمنح المتلقي خيارات
عدة تتمثل في حرية اختيار المحتوى والتفاعل معه، وقد منحته هذه الامتيازات تقلد وسام السلطة الأولى في العالم. في التعليم والتثقيف.
وفي زمن كورونا التي اجتاحت العالم وتخطت حدود المكان حتى أصبحت
وباء كونيا، يبرز دور الإعلام الجديد بصفته الكونية لحمل مسؤولية إعلامية اتجاه المجتمع
سواء على مستوى الإبلاغ والتوجيه والتوعية أو على مستوى الترفيه والتسلية وإبعاد شبح
القلق والتوتر والخوف الذي يخامر الإنسان في زمن العزلة والحجر وما يترتب عليها من
آثار سلبية على كافة نواحي الحياة، فساعد بما حمله من مسؤولية على كسر حواجز الحجر
والعزلة، كما قرب المسافة بين البشر وجعل الجميع على اطلاع آني بكافة المستجدات بما في ذلك طبيعة الأزمة وماهية الوباء وأفضل طرق الوقاية منه،
باتت الحقائق معروفة والأرقام مرصودة . وعلى الرغم من الإيجابيات والخصائص والسمات
التي واجه بها الإعلام الجديد كورونا إلا أن له أدواراً سلبية تظهر في نشر وترويج بعض
الأخبار الكاذبة على سبيل المثال الخبر الذي يرى أن فيروس كورونا ما هو إلا أداة من أدوات
السياسة يتمثل في دور أمريكا في تصدير الوباء للصين، ثم تم الربط بين انتشار الوباء في
الصين وإيران متناسين أن هذا الفيروس نفسه قد ضرب إيطاليا وفرنسا صديقة الولايات
المتحدة الأمريكية بل أنه ضرب الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها مما يؤكد أكاذيب هذه الأخبار.
ومن الأخبار الكاذبة ما نشر حول التطعيم ضد كورونا وما يسببه من أمراض ووفيات ناسين
أو متناسين جهود الدولة في الحفاظ على المواطنين والمقيمين.
هذه الأخبار الكاذبة والتي
تناقلتها وسائل الإعلام الرقمية تضر بالإنسانية وتعرقل جهود الدولة في مكافحة الوباء وتحدث
البلبلة بين الناس.
لذا يجب أن تكون وسائل الإعلام صوتاً يحمل الحقائق ويصنع ربيعاً في وقت المحن.
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
مقال جميل جدا
يتناول آلية تعامل الإعلام مع كورونا
شكراً لك ياسعادة البروف صلوح السريحي
على هذا الطرح الراقي