||
الكاتب : ضيف الله نافع الحربي:
قبل أيام قليلة ودعت المدارس آلاف الخريجين والخريجات من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية مع موسم زفاف الخريجين في مثل هذا الوقت في كل عام ، شباب لايملكون من حُطام الدنيا سوى الطموح و مُحصلة درجاتهم العالية في شهادة إتمام المرحلة الثانوية ، وزادٌ قليل من درجات القدرات والتحصيلي الذي خسف بالكثير منهم خسفًا مؤسفًا ، رغم أن الكثير منهم يملك قدرات ذهنية عالية ، لكنه فخ اختبار القياس الذي لايعترف إلا بما يُدونه الطالب من إجابات على هيئة اختيارات لم يعتاد الطالب على طرقها الملتوية ولا نماذجها ذات الصبغة الدولية التي لا تُدّرس في مناهجنا ولا تتضمنها طرق تدريسنا ، ماجعل واقع الكثير من الخريجين مُحبط فلا هو الذي حصل على معدل موزون يؤهله لمواصلة طموحه في دراسة المجال الذي يرغب به و ربما أبدع فيه وتميز وأصبح شيئًا مذكورا ، ولا هو الذي يُمنح فرصة أخرى بعد إنهاء المرحلة الثانوية لإعادة اختبار القدرات لعدة مرات ( على الأقل لمدة عام بعد تخرجه ) حتى يتمكن من أدواته ويتغلب على حيل هذا النوع من القياس الذي لم يُنصف الطالب والطالبة ، وحقيقة لازلت أجهل فلسفة عدم السماح للطالب بالاختبار حتى بعد التخرج ليُحسن من درجته وربما حقق ما يتيح له مواصلة مستقبله في المجال الذي يرغبه .
ولأن الأمر قد قُضي ، وأصبح الطالب حديث التخرج أمام طرق عدة أغلبها مغلق إلا لمن هو مؤهل ومسلح بما يتناسب وفتح أقفالها ، فعلى من لايجد فرصته التي يُريدها أن يبادر في خلق فرصةٌ أخرى تناسب مؤهلاته وقدراته ، لاسيما أنه أوفر حظًا بحكم أنه خريج جديد له أولوية القبول ، ومن لم يجد الكلية المناسبة لطموحه والمتوافقة مع إمكاناته لايقبل ببديل لا يريده فقط من أجل أن يحصل على مقعد جامعي ، إبحث عن الكلية التي تستطيع أن تحقق من خلالها طموحك ، وإن لم تتوفر ، فالمعاهد المتخصصة لها مستقبل واعد وقد تجد نفسك فيها ، وكذلك التوظيف المباشر في الوظائف العسكرية مجال جيد جدًا لمن لايرغب في إكمال دراسته الجامعية ، كذلك الإلتحاق بالدورات التخصصية في مجال التقنية وبالتالي الإنخراط في العمل الخاص خيارًا لابأس به ولو بشكل مؤقت وهو في كل الأحوال أفضل من اللجوء إلى البطالة ، فالوضع اليوم ليس هو الوضع بالأمس في كافة دول العالم و ليس لدينا فقط ، لذا أيها الخريج الطموح أنت قادر على أن تُصبح رقمًا صعبًا من خلال الخيار المناسب لمؤهلاتك وقدراتك ودرجاتك فلا تحبس نفسك داخل حُلم وطموح لم يُكتب لك ، انطلق في الطريق المتاح لك بكل شجاعة وجرّب الفرص فربما وجدت نفسك مبدعًا في مجال لم تكن تتوقعه ولم يكن ضمن باقة أحلامك .
همسة :
كل الدعوات للخريجين والخريجات بمستقبل واعد .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020