||
الكاتب : ضيف الله نافع الحربي
لو نظرنا للسعادة من زاوية سهلة لوجدنا أن كل ما نقوم به ونفعله ونسعى إليه هو في النهاية من أجل الوصول للسعادة ومن أجل أن ننعم بها ، فنجد الناس يسلكون طُرق شتى ومسالك متباينة كُل على حسب ما يعتقد فمنهم من يراها في المال أو في العلم وإثبات الذات وآخر يعتقد أن راحة البال هي ذروة سنام السعادة وغيره يظن أن السلام الداخلي والعطاء يجلب السعادة ، والمجال يطول لسرد بقية معتقدات البشر وأساليبهم ليصبحوا سعداء ، ولو فرضنا أن السعادة تباع فكم سيكون ثمن الحصول عليها ؟ قد يعتقد الكثيرون أنها ستُصبح باهضة الثمن صعبة المنال ! لكن لأمر لن يكون كذلك بل ستصبح كاسدة لن يبحث عنها أحد ، فالشيء الذي تستطيع الحصول عليه بمقابل متى شئت لن يصبح ذا قيمة للجزء الوجداني والعاطفي منك ، السعادة صناعة ذاتية لن يُجيد تشكيل مزيجها المناسب لك إلا أنت لأنك تعلم أين تكون سعادتك ، كذلك السعادة ثقافة إنسان قرأ الحياة بعمق وتأمل الفُرص الممكنة بعناية ثم صافح الأيام بثقة اليقين أن كل شيء ممكن .
كتبت اليوم تحديدًا عن السعادة لأننا في أقرب الأيام المُحفزة للفرح حتى نستشعره عن قرب ، إنه العيد السعيد والفرح الذي يُمطر القلوب والأرواح ويغسلها من عوالق الحياة وضغوطاتها والأعمال ومتطلباتها ، اليوم أنت وأنا وكل من يتنفس سماحة الإسلام يعلم أن الفرح عبادة والسعادة التي تصنعها لغيرك أثمن هدية وأجمل عيدية ، ابتسموا من أعماقكم المتعطشة لوسامة وجوهكم حين تتزين بالابتسامة ، تجاهلوا كل المنغصات وتجاوزوا الزلات التي ضاعفت مسافات الوصل بينكم ومن تُحبون ، ولن أبالغ إن قلت أن هذا اليوم السعيد هو اختبار حقيقي لإنسانيتك ولروح الحياة التي تتمتع بها ، تربينا من صغرنا على أن العيد فرحة ولاشيء آخر شاهدنا آباءنا وأمهاتنا وجيراننا كيف يفرحون وكيف يبتسمون وكأن الناس جميعهم لايحملون إلا الحُب والسلام ، ولازالت فرحة العيد حين كُنا صغار رغم بساطة الحياة آنذاك عالقة في قلوبنا حتى جعلنا منها مرجع وميزان حكم ومقارنة بين اليوم وما كان وبين ما سيكون غدًا وما كان ، واليوم نحن بخير والفرح بخير والسعادة ليست غائبة ، بل أن من يتمتع بثقافة الحياة والانطلاق والاهتمام بما يُحب لن يجد صعوبة في استمراريتها وسيرى في العيد موعد مُنتظر ومحطة تجديد تُعيد الفرح إلى القلوب ، كل عام ونحنُ وأنتم و والدينا سعداء فرحين ، و كل عام وأنتم من ” العايدين الفايزين “.
همسة :
العيد أيام قليلة فكن كثيرًا بما تحمله منها .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020