||
الكاتبة : سها الفايدي
في أقبية ذاكرتي هناك الكثير من الحكايات المختلفة التي نقصها لكم وخاصة في هذا الشهر الفضيل كيف نرى أن الزمان والمكان قد تغير؟ وكم كبرنا ونحن نتذكر تلك الأيام الجميلة !التي لايمكن نسيانها سوف أسرد لكم بعضا منها وكلي شوق وحنين لهذا المكان …
أيفع النهار وبدأ يوم جديد في صباح رمضان يعلو بنا إلى عالم السعادة التي لاحدود لها بدأنا في تجديد النشاط حيث نقوم بعلملنا ونحن في قمة السعاده ..
كان يوم مليء بالنشاط والحيوية أيقظنا صياح الديك في هذا البيت المتواضع ذات الفناء الواسع ،وفي زاوية المكان كان يوجد بيت الدجاج وفي الطرف الآخر كان يوجد فرن كانت والدتي تخبز به العجين كم اشتقت الآن إلى هذا الخبز الساخن ورائحته الزكية اشتقت إلى عطاء تلك اليدين التي لاتشكي من كدر ولاتعب كم اشتقت إلى وجه أمي حينما انظر اليها مبتسمه وهي تعمل بحب وتعلم أن ماتقدمه الينا من طعام يبسطنا رغم أن الأطباق كانت بسيطه أصناف محدده ومشبعه حلوٌ مذاقها .
كنت أفضل الحساء المطهو مع اللحم وأيضا الجريش حيث أصب عليه اللبن لكي يصبح المذاق جميل والخبز الذي يقدم ساخنا …
أحب أن أراقب امي وهي تعجن العجين لكي أفعل ماتفعله وأتعلم كيفية تحريك الدقيق وصبه بالماء إلى أن يصبح عجينا ثم تقوم بفرده بآلة خشبيه إلى أن يصبح دائرياً ثم وضعه في الصاج حيث يتم تحريكه إلى أن يستوي وتخرجه من الفرن حيث كانت تستعد له عصرا قبل المغرب في ساعة واحده لأنها تحرص كل الحرص أن يقدم لنا في مائدة الافطار وهو ساخن .
لذة الافطار في اجتماع العائلة ينتظرون دوى المدفع الذي يطلقونه اذا ارتفع صوت الأذان تنبيها لقرب الافطار
كانت الأجواء الرمضانيه في الزمن الجميل أشبه بأن نكون أسرة واحده وكأننا نسكن في منزل واحد القلوب مترابطه وترى الأشخاص يسألون عن بعضهم البعض يتشاركون الطعام لن تجد الحقد والحسد والبغضاء فيما بينهم وجوههم مشرقة قد تجد الشخص افتر ثغره حينما ينظر إليك …
ماأجمل مذاق الطعام الذي يأتي من الجيران نتسابق عليه حينما نسمع قرع الباب ونتزاحم أيام مليئة بالعطاء والحب الصادق الذي اكتسبناه من هؤلاء الذين يقدمون الخير لوجه الله تعالى .
في هذا الزمن الجمال والسعاده والحب والأمل ….
قد ترى في طبيعتها لذة العيش والاستمتاع بكل تفاصيلها .ليس فقط الطبيعه فالذي يشعرك بالرضى القناعة والحب والتسامح مع الآخرين كن هادئا مبتسما الابتسامة شيء مهم في حياتك ….
ذكريات جميله في هذا المكان تعلقت في أذهاننا حيث كانوا هناك أشخاص لايمكن نسيانهم مهما تقلب بنا الزمن هم في قلوبنا دائما …من هنا تبدأ حكاية الماضي ..
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
سلمت أناملك أ أستاذتي.
الحنين إلى الماضي والبساطه التي كنا نعيشها والتفاف الجيران وكأننا أسره واحده نفوس راقيه بمعنى الكلمه والحديث عنه بحد ذاته يشعرك بالرضاء وحمد.الله دائما وابدا على ما نحن عليه من الترف والنعم ونحافظ عليها كي تبغى ونستشعرها وترضى بها لأن سعادتهم كانت مرتبطه بالقناعه والرضاء والإثار فحري بنا ان نسلك وننهج نهجهم لننعم بالطمأنينة بالسعاده كما معاهم.
جميل استاذه سها اعادتنا كلماتك للحنين لماضً جميل بسيط وبرئ .. ماضً مفعم بالحب والألفة .. ومغلف بمذاق من صدق المشاعر والود .. ومليء بعبق الرضا والحمد والامتنان للمولى الذي أكرمنا وامتنّ علينا بوافر نعمه وفضله جعلت لكل نعمة وان كانت بسيطه لها مذاقها التي تستجلب في اعماقنا السعاده وجمال الحياة بصدق العاطفه الجياشه المخلصه التي تنبعث ممن حولنا مع رائحة الطعام والخبز الذي تلامس انفاسنا قبل ان تصل الى افواهنا . فهل لا زالت للأشياء نفس المذاق ؟ مذاق الماضي الجميل يعلق في الذاكرة دهراً لا تمحوها السنين وما يجد الذكرى فينا ايام وليالي رمضان التي لها الخصوصيه التي تثير في الروح فينا دوما كل مشاعر الحب في الله الذي ينسدل وينسكب ليشمل الناس والاشياء والكون بأسره . سلمت اناملك وسلم حسك المرهف الجميل استاذتنا العزيزه سها .