ضيف الله نافع الحربي 

 ثقافة السفر والترحال ثقافة إنسانية عرفها الإنسان قديمًا وكانت لأهداف البحث عن مقومات الحياة التي تساعده على البقاء من أجل الوصول للمكان الآمن الذي يوفر له ما يحافظ على حياته من ماء و غذاء ، قبل أن تتنوع أهداف السفر من تجارة إلى استكشاف وطلب علم ، إلى أن تحول السفر في عصرنا الحديث إلى ترفيه واستجمام وصناعة عالمية تقوم عليها اقتصادات الدول ذات المقومات السياحية الجاذبة ، حتى شِهد عدد المسافرين حول العالم في السنوات الأخبرة نموًا ملحوظًا يقدر بمئات المسافرين الذين يتحركون حول العالم وفق ما أوردته إحصاءات السفر والسياحة وسط تفاعل الناس عامة وعشّاق السفر تحديدًا مع هذه الثورة و الصناعة العالمية لاسيما سكان الدول ذات الدخل الفردي المرتقع وعلى رأسها دول الخليج وبلاد الخير والنماء السعودية ذات النسبة الأعلى نموًا في عدد المسافرين للداخل والخارج .

ومع هذه الطفرة الثقافية السياحية ، يبقى السفر الذكي تحديًا حقيقًا للمسافرين الذين يقضون إجازاتهم في الداخل والخارج لاسيما ما يتعلق بميزانية السفر وهذا هو مربط الفرس الذي من خلاله تحكم على الرحلة بالنجاح أو الاستنزاف والفوضى المالية غير المنطقية والتي يقع فيها كثير من المسافرين الذين يقررون وينفذون ويسافرون في فترة وجيزة قبل سفرهم بأيام أو أسابيع قليلة وهذا من أكبر الأخطاء ، لأن الإدارة المالية للسفر تتطلب تقليل المصروفات إلى الحد الأدنى الممكن وهذا يتحقق من خلال التحديد المبكر للوجهة والتأكد من مناسبتها لميزانية المسافر وعدد أفراد أسرته فحجز التذاكر التي تستحوذ في الغالب على ما لايقل عن ٣٠٪؜ من ميزانية المسافرين بشكل مبكر يوفر عليك ما لايقل عن ٥٠٪؜ من قيمتها وأقصد بالمبكر مالايقل عن ٨ أشهر قبل تاريخ السفر ، ثم الأخذ بعين الاعتبار تكلفة المعيشة في الوجهة المراد السفر لها ، وهذا يستهلك الجزء الأكبر من ميزانيتك فنادق ومواصلات و معيشة يومية وترفيه ومن الذكاء اختيار الوجهات ذات التكلفة الأقل ، فالسفر إلى مدينة مثل لندن أو جنيف أو فينا ليس كالسفر لمدينة كالقاهرة أو كيرلا أو جاكرتا أو اسطنبول ، ابحث دائمًا عن أقل ميزانية ممكنة والتي لا تتجاوز مبزانبتك المعتدلة للسفر واجعل تلك الميزانية المعيار الذي ترجع إليه عند اختيار الوجهة ، مع الحذر من الميزانية المفتوحة للسفر ، لأنها ستستنزف منك أكثر منا تتوقع . 

السفر جميل و أسلوب ترفيه وتغيير يحقق لك ما تبحث عنه وأفراد أسرتك في إجازاتكم ، شرط أن يكون سفرًا ذكيًا تستمتع فيه بأقصى ما تستطبع وبأقل ما يمكن ، وتستغني فيه عن أشياء بسيطة توفر عليك الكثير وتمنحك فرص استمتاع أكبر ، فأنت لاتحتاج إلى سائق وبإمكانك استئجار سيارة تقودها بنفسك و توفر عليك نصف ما ستدفعه للسائق لاسيما في الدول التي تستطيع القيادة فيها بأمان ، ولست مجبرًا أن تستأجر فندق ٥ نجوم بقيمة ١٥٠٠ ريال لمجرد أنه أسم عالمي و هناك فندق بنفس المستوى ٥ نجوم بسعر أقل ، وقس على على هذه القاعدة لاسيما أن البدائل كثيرة ومتوفرة للمسافر الذكي الذي يبحث ويسأل ويقارن قبل أن يختار ويقرر .

همسة :

سافر واستمتع ولكن بذكاء .