بشاير الحربي

السلامة في الحياة والعيش بكرامة على كافة الأصعدة معلومة لدى الجميع و ما هو معلوم لا يظل به صاحبه ” و لقد كرمنا بني آدم ” و التكريم هنا بالعقل الكامل في الفهم والاستيعاب والتمييز بين الصواب والخطاء بين الانتباه والادراك لما هو ظاهر في الحياة وقائم عليها ، فما جاء في القران الكريم ما هو إلا
“هدى و ذكرى لأولي الالباب “.
فقد تجلت قصص الأنبياء وعلمت كلن منا جادة الصواب وقد وصوا بوصايا في حياتهم وأدوها كما أمروا ، ومن أعظم ما أوصى الله تعالى به – “ببر الوالدين” وحضَ على ذلك, وورد في القران الكريم } واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً { وهنا قرن الله تعالى بين بر الوالدين و توحيده جل في علاه وعدم الاشراك به .
وبهذا لا يفترض علينا كأبناء مهما طال بنا العمر ومهما عليت بنا المناصب أن نجحد بهما او أن نتسلط عليهما فكم من قصص أدمت بها القلوب و أقشعرت منها الابدان على عصيان وهجر و جحود و إنكار لفضلهما هل رجعت بذاكرتك وعلمت كم ليلاً طال بهما و كم من دمع أسهرهما على أنين يؤذيك و بمستقبل يرسم لك او لقمة شريفة يطعمونكم إيها ، فلم يجزعوا عنك ولم يحجبوا شمسهم فاحترقوا من أجلك ليضيء نورك فلا تطفئهما في كبرهما .
وهيهات هيهات على من سألهم في كبرهما عن حوائجهما وتأفف منهما فهو موعود من الله بعذاب شديد ويؤزر.
فلا تكسرهم في اهمالك لا تجرح قلوبهم بكلماتك فكم من كلمة أسقطت دمعه وأغرقت صاحبها في وحل الهم والضيق والكدر فتجنب أن تقع بذلك فمن غيرهما انت بلا حياة كريمة و لا توفيق يحالفك ،عن معمر بن خلادٍ قال قلتُ لأبي الحسن الرضا : أدعو لوالدي إذا كانا لا يعرفان الحق . قال ادع لهما وتصدق عنهما و إن كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما فإن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: إن الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق .
فما بعد ذلك إلا أن تقيم اعوجاج الطريق الذي به تستنير وتستظل بدعوات ترضيك وتبقيك في خير طالما حييت فلا تؤجل أن تقف على حوائجهم لتقضيها ولا على وقت يمضي معهما ، و اذكر فضلهما فهذا من طرق البر بهما و إدخال السرور في قلوبهم لا تهملهم أعطهم الأولوية فستجد ترتيب الأمور في حياتك فمن عاش خادماً لأمه ولأبيه عاش سيداً فوق رؤوس قومه .

أبجديات الحياة :
في صغرك من أقامك عند سقوطك هما, فلا تكن ممن إذا كبروا واسقطوا خطواتهم فلت يديك عنهما فلا تدري أقدار الحياة ما بها فأحسن كما احسنوا فرب العباد بهما أمروا فارحموا ترحموا ولا تنكروا فرب العباد يمهلوا ولا يهملوا .