||

السؤال الذي يصنع الضجيج

16 يناير، 2025

ضيف الله نافع الحربي 

الحياة كم هائل من الأسئلة ، ونحن الملاذ و الوعاء الأول الذي تلجأ إليه تلك الأسئلة المفتوحة منها والحائرة والحساسة و المؤذية والخطيرة وعديمة الإجابة حتى اللامنطقية منها قد تستقر بنا ، بعد أن قذفتها المواقف الحياتية ، وصنعتها زوايا النظر التي نتخذ منها متكأ عبثي لنقذف ببذور الحيرة هنا وهناك حتى نجد أنفسنا يومًا وسط غراس بلا ثمر ،ليشتد عود تلك البذور قبل أن تُثقل أغصانها بمزيد من التساؤلات ، وتُثقلنا حين تميل علينا لتميل بنا ونحن في حالة شتات بين أداة سؤال وعلامة استفهام يصعب تجاوزها دون استنزاف ونزف للجهد والوقت والسعادة ، وهذا ما آل إليه حال الكثير من الناس اليوم ، يتغشى ظاهرهم السكون وفي داخلهم ضجيج لا يهدأ صُنع بأيدي سؤال ربما لايستحق الاهتمام الذي مُنح ، ولا طائل من الجُهد الذي بُذل للبحث عن إجابته لهزالته وسطحيته وعدم الجدوى منه .

 

ولأن جوهر السؤال هو العلامة الأبرز التي تُشير إلى قيمته وجودته التي تعكس فائدته ، فكثير من الأسئلة التي تصول وتجول في أذهاننا وتستحوذ على مساحة شاسعة من تفكيرنا هي في حقيقتها لا تحمل هدف واضح ، وغالبًا يكون الهدف من وراء السؤال البحث عن ضالة أو حقيقة أو اغتراف ما يُفيد ويُغذي خانة السؤال بجواب أعمق من أسئلة الفضول الأدنى الذي استحوذ على عقول كثير من الناس فأصبح السؤال الذي يقودهم خلفه يبحث فيما لا علاقة لهم به ولا شأن ، ما خلق الفراغ الفكري وملأ التساؤلات بالسطحية المقززة ، وقاد كثير منهم إلى تجاوز الحدود والقفز فوق الخطوط ، ومثل هذا التسطيح لايبني ثقافة و لا يصنع فكر يليق برسالة الإنسان في حياته والتي تُبرز دوره الأهم في البحث والتأمل من خلال السؤال العميق الذي تُغترف به دُرر الوجدان. 

 

همسة :

السؤال الذي لايصنع إجابة هامة ليس إلا معول هدم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية