||
الكاتب : ضيف الله نافع الحربي
في الوقت الذي كان يتوقع فيه أولياء الأمور والطلاب الإعلان عن موعد جديد لاختبارات نهاية العام وتقليص الخطة الدراسية نظرًا للظروف الاستثنائية هذا العام وتسهيلاً على أولياء الأمور والطلاب لاسيما مع بداية شهر رمضان المبارك ، فاجأت وزارة التعليم الجميع بإعلان استبيان لتحديد الموعد المناسب لبدء اليوم الدراسي للمراحل الدراسية الثلاث ، وهذا بلا شك يشكر للوزارة الموقرة ويذكر فإشراك أولياء الأمور في اتخاذ القرار أمر إيجابي وفاعل وشراكة تربوية حقيقية بعيدًا عن المركزية التي عانينا منها لعقود طويلة ، نعم رمضان شهر علم و عمل ويجب غرس ذلك في نفوس الأجيال المسلمة ، بل يجب أن يتغير المفهوم السائد لدى البعض أن رمضان يجب أن تعطل فيه الدراسة ، ولكن هذا العام تحديدًا الظروف مختلفة تمامًا والعام الدراسي استثنائي ، و من المصلحة التربوية والتعليمية إنهاء المنهج مع نهاية شعبان وبدء الاختبارات مع أول أسبوع من رمضان لعدة اعتبارات تحقق المصلحة الكبرى للطلاب وللأسر و وتحافظ على مكاسب العام الإلكتروني الذي لايحتمل المزيد من الفاقد التعليمي والذي قد يتسع حال المضي على الخطة الدراسية المعدة مسبقًا وفق الظروف العادية.
نعم الفاقد التعليمي للطلاب سيزداد بمجرد استمرار الدراسة في رمضان وسيتضاعف خلال فترة الإجازة إلى ما بعد العيد ، ثم أن المواعيد الدراسية المقترحة من قبل وزارة التعليم لن تتماشى مع ظروف جميع الأسر ، فلكل أسرة وضع مختلف وبرنامج يومي خاص بها ، و رمضان شهر له خصوصيته لدى جميع الأسر السعودية دون استثناء ، فإن بدأ اليوم الدراسي بعد الفجر سيكون هناك قسم كبير من الطلاب لن يستطيع مقاومة السهر ، وإن بدأ اليوم الدراسي متأخر فسيكون على حساب الأسرة التي ستتشتت جهودها ما بين متابعة أبناءها أو إعداد الإفطار أو حتى العودة من العمل الذي لن ينتهي قبل الثالثة مساءً ، والمتابع لوسائل التواصل الإجتماعي سيقرأ بوضوح تذمر الغالبية الكبرى من استمرار الدراسة هذا العام في رمضان ، نعم من حق الوزارة الحفاظ على مدة العام الدراسي ومن حق الطلاب والطالبات علينا غرس مفهوم الانضباط وتعزيزه ، ولكن في الوقت ذاته يجب أن تكون القرارات مراعية لتحقيق المصلحة التي تمثل هدف استراتيجي للجميع وبالتالي استفادة الطلاب والطالبات من القرار من جميع النواحي التربوية والتعليمية والنفسية ، والحل يكون إما في إنهاء المناهج على أعلى تقدير في الأسبوع الأول من رمضان والأسبوع الثاني يكون لاختبارات نهاية العام وينهى العام الدراسي وهذا هو الأنسب والأمكن ، أو تؤجل الدراسة كاملة خلال شهر رمضان وتعود بعد العيد وإن كان مثل هذا القرار قد يؤثر سلبًا على محصلة الطلاب والطالبات للأسباب التي ذكرتها آنفًا والمتعلقة بالفاقد التعليمي ، ولا أعتقد أن القرار الذي يناسب الطلاب والطالبات وأسرهم ويتماشى مع ظروف المرحلة صعبًا على وزارة التعليم التي ضربت أروع الأمثلة هذا العام من خلال نجاح التعليم عن بُعد بدعم من قيادتنا الحكيمة التي جعلت سلامة الطلاب والطالبات ومصلحتهم أولاً ، ولانزال نتأمل في قادم الأيام ما يتوج ختام عامنا التعليمي المتميز بقرار تقديم الاختبارات للطلاب والطالبات من أجل تحقيق أفضل النتائج في عام استثنائي بكل المقاييس والبركة في قيادتنا التي لاتدخر جهدًا في مراعاة مصلحة أبناءها .
همسة :
على ثقة تامة في قيادتنا و وزارتنا وفيما يتخذ من قرار بشأن الاختبارات .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020