||
ضيف الله نافع الحربي
أظن وأبني هذا الظن على ما أرى ، وما أجده في المحيط القريب منّي ، وما أسمع من المقربين والمُجالسين ، أن الاستقرار في العلاقات الإنسانية لم يصل حد جرس الخطر ، أو الإشارة إلى وجود ظاهرة ، وأعني بالاستقرار المُهدد غيابه للعلاقة وأطرافها ، وبالتالي وضعها في ” مهب رياح ” شياطين الإنس ،وهذا لاينفي وجود العلاقات السامة ، وذات النهايات المؤسفة ، والتي تضررت منها أسر بأكملها ، و لقت بضحاياها في طُرقات الحياة على هيئة أشلاء تعاني من اهتزازات نفسية ، يحملون رغبة الانتقام من كل من يعترض طرقاتهم أو تقذف به الأقدار في دوائرهم ذات الخطر العالي ، ورغم التفاؤل العالي الذي بنيته على ماذكرت ، إلا أن العلاقات نصف السامة والتي لاتصل حد الخطر الذي يوجب التدخل الآني ، ولا تبقي أطرافها في منطقة الهدوء ، هي العلاقات المؤذية التي تظهر للآخرين على هيئة استقرار ،ومن خلفها ضجيج مستمر وقلق دائم وسعادة غائبة .
قليل ما نجد الإشارة إلى العلاقات نصف السامة إن صح التعبير والوصف ، والتي هي في طريقها نحو علاقة سامة مكتملة السمّية ، مختلفة عن العلاقات السامة التي تكون واضحة أنها كذاك منذ بدايتها ، لأنها ارتوت بسموم التعامل وقبح السلوك لفترات طويلة حتى تشربتها ، وسط الصمت الذي يسبق الانفجار ، وعدم الحديث عنها و الإشارة التحذيرية منها يعود إلى محاولة أطرافها إخفاء حقيقتها ، إما حفاظًا على البرستيج الكاذب ليوهموا الناس باستقرار حياتهم ، أو لارتفاع نسبة حسن الظن الخاطئة في التغير المنتظر تحت ظل غياب ممكنات التغيير الإيجابي، و تصحيح الأخطاء .
ومع تزايد وتصاعد احتمالية تحول العلاقات بكافة تصنيفاتها من علاقة جيدة إلى عادية إلى باردة إلى مؤذية إلى سامة ، تزداد الحاجة إلى الإدارة الواعية الحازمة ، التي تُجيد وضع النقاط ، وصناعة الفواصل بين تلك المراحل التدريجية والتي لا تلبث وقتًا طويًلا لتتحول من علاقة جيدة إلى سامة ، إن لم تُعطى فترة العلاقة نصف السامة حقها من التصحيح المبكر الذي يعالج الأخطاء في حينها لا أن يتجاوزها برفع شعار غبي جدًا ( طنّش عشان الحياة تمشي ) .
همسة :
العلاقة غير الجيدة هي علاقة سامة .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020