||
ضيف الله نافع الحربي
نحتاج المعلومة الدقيقة ، والرأي الصائب السديد الذي نثق في نضجه ونتيجته ، وحتى الوصول إلى هذا الرأي الذي ننشده نحتاج التحقق والتروي والتثبت والتتبع الذي يضمن لنا المعلومة الصحيحة التي نعتمد عليها ، أو الرأي الآمن الموثوق الذي يعُتمد ويبنى عليه القرار ، وهذا ليس حكرًا على المواضيع ذات الأهمية البالغة بل يجب أن يكون نهجًا عامًا في كافة شؤون حياتنا ، لاسيما أن السواد الأعظم من الناس اليوم يعتقدون أنهم أصحاب رأي يجب أن يُتبع وإلا فسيفرض رغمًا عن كل من لايقتنع به ، والبعض الآخر يبني آرائه وتوصياته على الانطباعات الشخصية التي تفتقد ما يؤهلها لتكون رأيًا يعتد به .
وهذا ما نراه اليوم من حال عليه الكثير من الناس ، عند سؤاله أو الاستفسار عن أي أمر من أمور الحياة تجده يعطي الرأي ويشدد على ضرورة الأخذ به اعتقادًا منه أنه هو الصواب ، كأن تسأله في شأن السياحة على سبيل المثال كيف هي دولة كذا ؟ فتجده يرفعها عنان السماء ويكيل لك إيجابياتها مع التوصية الشديدة بعدم الذهاب إلى غيرها وربما كان أشد حماسًا وبدأ ينتقص ويسئ لمن لا يختارها لأنه يرى أنه لاعلاقة له بالسياحة أو الاختيار الدقيق ، والحقيقة أن ماقدمه ليس إلا انطباع يخصه هو أو يخص احتياجاته ورغباته وتجربته الشخصية التي قد لا تناسب غيره ، وقد نجد مثل هذا الطبع جوانب عدة ومنها ما يتعلق بالمجال الأسري حين يبني أحدهم رأيًا و يحاول حقن من استشاره من خلال إملاء : افعل كذا وتصرف هكذا اقبل / ولاتقبل / طلق / اهجر / اقطع … الخ ، معبرًا عن شخصيته ونظرته التي غالبًا ما تكون خاطئة لأنها انعكاس لذاته ، بينما الآراء الناضجة السديدة هي ما تبنى على الحيادية والإتزان ومراعاة كافة الأطراف والحيثيات وتجنب إلحاق الضرر أو الظلم والإجحاف بكائن من كان ، لاسيما أننا في زمن قل فيه الرأي السديد و ندُر وجود من يقول خيرًا أو يصمت .
همسة :
انطباعك يخصك أنت فقط !
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020