||
ضيف الله نافع الحربي
كل عام وفي مثل هذه الأيام المباركة العالم على موعد مع حدث مُبهر لايتكرر سوى مرة واحدة في العام ، حين يتوافد حجاج بيت الله الحرام من كل بقاع الأرض لأداء نُسك الركن الخامس من أركان الإسلام ( الحج ) ، ملايين الحجاج على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم و أعمارهم وأوضاعهم الصحية يأتون في أيام معدودات و أماكن محددة بلغة الأرقام لا تتسع لنصف تلك الحشود المليونية التي لا مثيل لها على مستوى العالم ، ولكن بعد توفيق الله ، ثُم الإدارة العالية للحج بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ، و الإدارة المتقدمة للحشود وجهود الرجال المخلصين ، أصبح الحج درسًا مُفيدًا للعالم في هذا المجال وأصبحت المملكة مدرسة تُستقى منها خلاصة التجارب الرائدة في إدارة الحج وتنظيم الحشود منذ القدوم وحتى المغادرة .
ومن يسر الله له الذهاب للحج خلال الأعوام الماضية رأى وشاهد بعينه ما يصعب وصفه ونقله ، من تنظيم ونظام وجهد وجهود ، على مدار الساعة ، سبقتها الخطط والإستعدادات التي تبدأ مع نهاية الحج استعدادًا لموسم الحج الذي يليه ، نعم إنه الحدث الأكبر و الأضخم عالميًا ، والأصعب إدارة وتنظيمًا ، فليس من السهل أن توفر الخدمات الأساسية والصحية والأمنية لما يفوق ٣ ملايين حاج ، وليس من السهل تفويج هذه الحشود المليونية خلال ساعات محددة ليستكملوا نسكهم في الأوقات الصحيحة ، وليس من السهل أن تحافظ على النظام وسط ثقافات محتلفة البعض منهم أتى من قرى نائية لا يعرف عن تطبيق الأنظمة شيء .
وكل منصف يعلم جيدًا أن بلادنا المملكة العربية السعودية أصبحت مضرب مثل في تجربة الحج الممتدة منذ تأسيس المملكة وستبقى إلى قيام الساعة ، وقد تقدمت كثير من الدول العظمى للإستفادة من التجربة السعودية في إدارة الحشود وتنظيمها كما أشارت عدد من الوسائل الإعلامية ، ولا يستغرب هذا النجاح والدولة قد أولت الحج وخدمة الحجيج أولوية قصوى وخصصت لذلك مئات المليارات من الريالات ، وتعد ذلك واجبًا تؤديه بكل إخلاص للمسلمين لقادمين لأداء مناسكهم .
همسة :
للهم تقبل من الحجيج ويسر حجهم .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020