||
ضيف الله نافع الحربي
الراصد لملامح وجوه الناس يوم أمس( اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك ) يرى اختلافًا تُميزه البهجة التي رافقت المناسبة السعيدة المتكررة كل عام ، الجميع تخلى عن كل ما يُخرجه من لحظة السعادة ، وقرّر أن يكون سعيدًا كسائر الناس الذين يندمجون مع العيد ويطوعون الظروف لتكون مواتية للبهجة وإن كانت عابرة لسويعات قليلة ، وكم رُصدت بعيون المحبين تلك اللحظات التي قاوم فيها أحبابهم ظروفهم القاسية القاصمة ليُشاركوا من حولهم فرحة العيد ، ولأن محاولة السعادة سعادة ، والعزم على تجاوز ما يعترض طريق الحياة من مُكدرات هو بناء حقيقي للشخصية القادرة على أن تكون جزء من الواقع الذي تستحقه وإن شحت المُمكنات وقصرت الإمكانات .
ولعل ما يُميزنا أننا من أكثر المجتمعات حرصًا على بناء الجسور الاجتماعية في كل الاتجاهات ، فتجد علاقات أغلبنا متعددة وصداقاته متنوعة ، ليأتي الوفاء بمتطلبات تلك العلاقات واجب تستشعره الذات وينبع من داخلها ، ويظهر بصور متعددة ، ولأن العيد هو المرآة التي تعكس وهج الترابط الاجتماعي ، وتتضح من خلاله مهارات الذكاء الاجتماعي المتفاوتة بين شخص وآخر ، تتطلب إدارة عالية وذكية في وقت من أهم أوقات الوفاء. الاجتماعي ، ورُبما يرسم الانطباع الأهم عن كل شخص ، لذا فالتهاون أو التسويف أو عدم التعامل بجدية عالية مع أدق التفاصيل في العيد السعيد قد يعتبرها البعض جزء من اللا مبالاة وعدم الاهتمام ، فربما رسالة تهنئة لم تجد منك الرد ، قد تُحدث شرخًا عميقًا في علاقة ما لاسيما حين يكون الطرف الآخر شديد الحساسية أو لديه اهتزاز في الثقة ، أو متربص يبحث عن ( الزلة ) ، وبالتالي فمن الذكاء الاجتماعي والإلمام بتضاريس العلاقات ، أن نسعى لنكون بحجم ما يتوقع منّا الآخر وبحجم مايطمح إليه ، لاسيما في العيد السعيد الذي لايحتمل سوى المشاركة في إسعاد من حولك ومن يرتبطون معك بعلاقة وإن كانت عابرة ، والأمر لا يتطلب منك سوى أن تسأل حال فقد أحدهم ، وإن تُجيب وتستجيب لمن اختصك بشيء من اهتمامه .
همسة :
كل عام وأنتم سعداء جدًا .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020