||
الكاتب : ضيف الله نافع الحربي
ما بين المألوف والمستهجن مساحة كافية تتسع للإيجابيات والسلبيات أيضًا ، ومن يُحدد أيهما سيكون فكر الشخص ونهجه ونظرته للأشياء من حوله ، فمن أراد أن يملأ تلك المساحة بإيجابيته فسيكون له ذلك الفوز الاجتماعي والإنساني البارع ، ومن أراد أن يردم الفراغ داخله بالسلبيات والمنبوذات فسيكون له ذلك أيضًا ، ولنا في الحياة صور عدة تُمثل هذه الفئة أو تلك ، لاسيما أن الزحف السلبي يكاد أن يكون هو الأسرع انتشارًا وتمددًا على خارطة المجتمعات ، لست بصدد حصر تلك السلبيات عددًا ولن أتطرق لها بالشرح فكثرتها قد تغلب المساحة المخصصة لهذه المقالة، لكني سأرمي بسهم الرأي في قلب ظاهرة سلبية باتت جزء من حياة الكثير من الناس حتى أنها أصبحت جزء من هوية البعض وصفة نشاز لايقبلها غيور على مكانته وسمعته ، مسميات عديدة تقلدتها تلك الصفة القبيحة ما بين عامي وفصيح وحتى أكون وسطًا في وصفها نقول ( التطفل الاجتماعي ) أو ( اللقافة ) كما يحلو للبعض تسميتها ، وهنا لن أقف موقف المدافع عن الأجيال السابقة وأُنزه السابقين عن هذه المشكلة الاجتماعية ، لكن حقيقة في عصرنا الحالي أصبحت تلك الظاهرة أكثر وقاحة وأقل حياءًا .
نعم هو ذاك ، فلم يعد الكثير من الناس يكترث لخصوصية أحد سواء قريب أو بعيد ، وقد ظن البعض من مرضى الفضول أن له كامل الأحقية في التطفل واختراق حياة الناس بالسؤال أو التتبع أو التحليل والتأويل بل ويعتقد أنه لزامًا على الآخرين أن يستجيبوا لنهم روحه السقيمة وأفكاره العقيمة ، عذرًا يا أنت /ي ! كيف لك أن تجرؤ على تجاوز حياة إنسان وضع حول حياته سياج يكفل له حرية الاحتفاظ بخصوصيته أيًا كانت، وفق معايير هو من له الأحقية الكاملة في تحديدها ، وليس أنت ! بالفعل عجبًا لأمر الفضوليين الذين لا شاغل لهم في الحياة سوى حياة غيرهم ، حتى وصل بهم الحال أن أهملوا حياتهم ونسوا أنفسهم ومتطلباتهم وهم يبحثون ويسترقون من غيرهم ما لا ينفعهم ، لكنها النفس البشرية حين تتعفن مبادئها ، والفكر حين يُصبح معاقًا ، وعلى هذا فجزء كبير من مسئولية تكاثرهم يتحمله من يقبل بوجودهم ويستجيب لهم ، فهؤلاء ندبة في وجه الحياة الحسن ، و فايروس بشري يضرب النسيج المجتمعي وينخر به حتى يتمزق ، أما على مستوى الأثر الذي يتركه التطفل المجتمعي على حياة الآخرين فنتائجه وخيمة ونهاياته سقيمة ، فكم من أسرار هُتكت وبيوت دُمرت وقلوب فُرقت بسبب تدخل شخص ساذج أو حاقد أو شيطان بشري ارتدى عباءة النصح ،أو تخفى خلف مستشار اجتماعي ، أو كان من أولي الثقة الغير مستحقة .
همسة ؛
قل للشخص الفضولي عذرًا حياتي غير قابلة للإطلاع .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
مقال رائع و هادف
سلمت و يمناك