||
ضيف الله نافع الحربي
قد يُحيط النسيان بكل شيء ، ومع تتابع الأيام و وتوالي السنين قد يُقصي الجميل والقبيح من الذاكرة ، وهو كفيل بذلك ، لكن من الصعب نسيان من قدّم لك التحفيز والدعم الذي صنع من طموحك طاقة دفعت أهدافك نحو التحقيق ، أو أكسبك الدافعية أو الثقة التي جعلت منك قادًرا على الوصول لما تُريد ، وهذا شاهد على أن الطاقة المحفزة التي يمنحها لنا أحدهم بحب وحرص ولطف تبقى أبدا ، وتترك أعمق الأثر المنقوش في صفحة الذاكرة التي تحتفظ بأكثر الأشخاص تأثيرًا في حياتنا ، ولو أعدنا أدراج خطواتنا للوراء لنتلمس أثر أولئك لوجدنا الكثير من المواقف والكلمات البسيطة التي نُثرت في نفوسنا فحفزت طموحنا أو غيّرت مسار أهدافنا وربما صنعت منا ما نحنُ عليه اليوم .
فكم من معلم أو صديق أو عابر طريق مر في حياتك كان صاحب بصمة باقية بالنصح أو التوجيه أو التصحيح أو التحفيز الذي أعده أثمن ما يُهدى لاسيما حين يكون الشخص في منتصف الطريق وقد اختلطت أمامه الاتجاهات وأصبح التيه سيد الزمان والمكان حين ذاك ، أو حين يتملك الخوف من المجهول الإنسان ، ويقبل باللجوء للظل خشية الركض خلف طموح غير مأمون ، رغم امتلاكه القدرة والإمكانات اللازمة للوصول بقوة لكنه يحتاج من يقول له أنت ” قادر ” على ذلك .
ومع هذه الأهمية للتحفيز والتشجيع ، إلا أن التحفيز الذاتي المنطلق من عمق ثقة الإنسان بذاته هو الأهم والأكثر ديمومة ، لأنه طاقة متجددة لا تنقطع ولا تنفذ ، يجدها صاحبها كلما احتاج لها ، لكنها تحتاج إلى صناعة عالية للذات ، وقدرة على اكتساب كل ما من شأنه بناء ذات قوية تُدرك أن الطريق الطويل يبدأ بخطوة أولى وأن هذه الخطوة أشد ما تحتاجه تحفيز ذاتي ذكي يدفع الهمة للأمام .
همسة :
كونوا أصحاب أثر ، والتحفيز أعظم الأثر .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020