||
ضيف الله نافع الحربي
لا أعلم من استحدث مقولة ” راحوا الطيبين ” ولماذا استُحدثت تلك المقولة الحزبنة ! هل هو الحنين لعصر مضى بمكوناته البشرية والمادية ، أم هو موقف ما اتخذ على إثره حكم مُجحف بخس حق الخير الذي سيبقى في أمة محمد إلى قيام الساعة ، نعم لجيل الآباء والأجداد رحم الله من مات منهم وأطال عمر من هو على قيد الحياة ما تميزوا به ، فهم رمز للنقاء والحكمة والإلتزام الشامل بالمبادئ والقيم التي ظهر أثرها في نهجهم وسلوكهم ، وخلفوا من بعدهم عظيم الأثر في التربية وتأدية الأمانة والانتماء ، ولكن في الوقت ذاته للجيل الحالي سماته وميزاته وصفاته وفيهم الخير ، وإن ذهب ” الطيبين ” فقد ولدوا خَلف ” طيب ” كان امتداد للخير والطيبة واعتناق القيم وقيادة الخير ، و ما الفرق بين الجيلين سوى في حجم الضوء الذي تسلط اليوم على الندبات والسلوكيات غير الجيدة ، وأُجحف في تسليطه على الجانب الجميل الذي يُظهر جوانب الأجمل .
ونظرًا للنسبة والتناسب من حيث العدد السكاني بين الحاضر وما قبل ٥٠ عام وأكثر ، فنسبة الخير سترتفع مع ارتفاع العدد وكذلك مانرى أنه سلوك إنساني ومجتمعي غير مألوف سيكون له نصيبه من الارتفاع ، لاسيما فيما يتعلق بالتعاملات الإنسانية من حيث الوصل والتواصل الذي كان سابقًا في مستويات ملحوظ ارتفاعها ، أضف لذلك حداثة التعامل مع التغيرات ومنها الانفتاح على العالم من خلال نوافذ مواقع التواصل الاجتماعي والتي ساهمت كثيرًا في تقديم النسخ الحقيقية لكل شخص بمبادئه و قيمه و سلوكه وثقافته دون مقص رقيب يقص ما يُظهر المحتوى مقبولًا كما كانت تفعل وتقدم وسائل الإعلام آنذاك حفاظًا على هوية المجتمع وصورته أمام نفسه وأمام العالم .
وإن من خلاصة للمقالة فأظن أننا مجتمع جيد ، مجتمع طبيعي أي أننا لم نصل المثالية الكاذبة ، ولسنا في الدرك الأسفل من السوء الذي يعتقد به بعض المتشائمين الذين لايتوقفون عن جلد الذات المجتمعية بسياط غير منطقية .
همسة :
جيل الطيبين يعيش فينا .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020