||
ضيف الله نافع الحربي
حتى وإن كنت ترغب في دائرة اجتماعية واسعة تشمل كل من تُريد لهم القرب منك ، إلا أن ثمة عوائق خارج إرادة التحكم ، قد تكون مانعًا لبسط تلك الرغبة الاجتماعية الأنيقة عاطفيًا العنيدة منطقيًا ، فالتوافق بينك وبين شريحة واسعة من الآخرين قد يكون أشبه بالمستحيل ، والتوافق المعني هنا واسع المفهوم لا يقتصر على توفر شروط الصداقة أو متطلبات العلاقة الإنسانية التي من السهل توافره لدى عدد كبير ممن حولك ، بل المقصود التوافق المبني على ثقافة الحياة لدى كل شخص حتى لا يكون مُصدرًا ومسوقًا للوجه المظلم للأشياء ،وكذلك مستوى السلام الداخلي الذي يتمتع به والذي يوفر الأمان لمن حوله ، والأهم أن يكون مثالًا حقيقًا للنموذج الخفي داخله حتى لا تجد نفسك في أزمة منتصف الطريق حين تمزق رحلة الحياة الأقنعة ويرتفع صوت الحقائق التي اجتهد أصحابها حتى لاتظهر ، في محاولة منهم للظهور على هيئة مخالفة لما هم عليه .
لهذا ضاقت دوائر العلاقات ، ومن الجيد أن تضيق لأنه أمر صحي لبناء علاقة مستقرة تعتمد على النوعية المنتقاة بعناية لا الكم الذي تُظلم من خلاله العلاقات الإنسانية الجميلة بفطرتها قبل أن تشوه بسلوكيات غير مسئولة ، وبرعاية من لايُدرك قيمة التوافق في كل علاقة ، ولا يعني هذا أن اتساع دوائر العلاقات الاجتماعية أمرًا مستحيلا ، بل على العكس من الممكن ذلك لكنه يحتاج إلى وعي وانتقاء وتخطيط مع وضع فترة التجربة الكافية قبل أن يتم التحقق من الاستحقاق ، وعدم المجاملة والمجازفة لكائن من كان .
وقبل ختام المقالة و بكل وضوح ، مع الأسف بعضنا يجامل كثيرًا ، حتى يجد نفسه محاطًا بأعداد كبيرة تحت مسمى الصداقة و هم لا يستحقون ذلك ، فيُرهق نفسه بالصبر على طباع هذا و ( سماجة ) ذاك وخذلان آخر ، وحتى لا تصل لهذه المعركة الصامتة ، ابحث عما تحتاجه في الأصدقاء ، وإن كنت قد وقعت في مثل هذا الفخ ، فانفض دائرة علاقاتك حتى يتساقط منها من لايستحق .
همسة
كن ذكيًا ..
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020
مقال جدا جميل
شكرا أستاذ ضيف الله