||
ضيف الله نافع الحربي
البيوت وأسرارها خطوط حمراء لا يصح البحث فيها ومحاولة تسلق جدرانها لمعرفة ما وراءها ، وهذا ما ورد في الدين والعرف والعادات ، ومع هذا قد نجد من يُهمل حياته ليهتم بشأن تفاصيل حياة الآخرين ما ظهر منها وما بطن ، يسأل ويحلل ويحكم وقد يصل به الحال إلى الإدلاء برأي لم يطلب منه ، أو يساهم في تخبيب يُظهره على هيئة نصح وكأنه الناصح غير الأمين الذي يهتم لحال من لا ينتظر منه مثل هذا ، عجبًا لأولئك المنشغلين بتتبع ما وراء الأسوار من أسرار ، ألا يعلمون أن لكل حياة استقلاليتها وخصوصيتها و ظروفها ، وأن لا أحد من العالمين يتمتع بكامل عقله و وعيه يسمح لكائن من كان أن يتدخل في شأن خاص به !
ورغم ارتفاع الوعي الأسري في المجتمع ، إلا أن الوقوع في الأخطاء الفادحة تجاه خصوصية الأسرة مؤسف ، ليس جهلًا بقدر ماهو سوء تقدير للأهداف الخفية لنوايا الآخرين الذين يُظهرون حُسن النية ويخفون الفضول المنبوذ أو النوايا السوداء المُشبعة بالحسد ، وما زاد الأمر خطورة و توسعًا أن نوافذ البيوت اليوم متعددة ومن أشرع تلك النوافذ أصحابها ، عبر فتح اتصال مباشر غير مشروع من خلال نقل ما يدور داخل البيوت إلى منصات التواصل الاجتماعي فأصبح الاختراق سهلًا والطريق ممهد لكل فضولي يقتات على ما وراء الأسرار .
وعليه فالحذر واجب والثقة في الفضليين يجب أن تكون في أدنى مستوياتها ، وإن كانت صلة القرابة غطاء حساس ينفذون من خلاله ، فالعقل والمنطق يقول لا قريب ولاغريب له الحق فيما ليس له الحق فيه وأسرار البيوت لاحق لأحد في معرفتها أو تتبعها أو السؤال عنها ، والشخص العاقل السليم نفسيًا لايسمح لنفسه الخوض في هذا وتتبعه ، لأن البيوت التي تخترق أسرارها وخصوصيتها لا تلبث طويلًا حتى تنهار فلا تكونوا من أسقط أعمدة بيته بيديه .
همسة :
احذروا الفضوليين .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020