||
ضيف الله نافع الحربي
إن لم تكُن صاحب إرادة عالية تستهدف بها حياتك لترسم
عليها ملامح السعادة وتُغذي أيامك بما تشتهي من مُباح المُبهجات التي ترتقي بك على سلم الدرجات العليا من خارطةالبهجة ، فأنت تفتقد مهارة الذكاء الإنساني الذي يُسخره الإنسان ليكون ضمن قائمة السعداء في الحياة والتي لا يُضاف إليها إلا من يبذل ما يستطيع من أثمن ما يملك بدءًا من الوقت الذي إن بخلت به على نفسك فقد أحطتها بالفقر، ومن المال الذي إن لم يُدفعه الإنسان لتحقيق أسباب السعادة فلا قيمة له ومن الاهتمام الذي مع غيابه يغيب السِقاء الذي تنمو به الحياة الحقيقة و التي يتذوق من خلالها طعم الاحتواء الذاتي وهو الرقم الصعب الذي إن لم يكُن جزء من خانات معادلة البناء الشامل الذي نسعى إليه فستتحول الحياة إلى دوامة أيام متتابعة وأرقام تتساقط دون هدف .
وعليه فمن وصل لحقيقة أن سعادته مسئوليته لا مسئولية غيره ، عمِل على تحقيقه وستتحقق بإذن الله ، ومن أسند ظهره إلى جدار الأمنيات وأرسل نظرات الترقب للسماء لينتظر هطول ما يتمنى فستجف منابع الانتظار التي يرقبها وتتصحر المسافة التي يرجو منها أن تُزهر بأوهام أن السعادة حكرًا على وجود هذا أو ذاك أو أنها لن تكون واقعًا مالم يتوفر الكثير من كُل شيء أو يتحقق السقف الأعلى في كل شيء !
إن السعادة التي نتحدث عنها طويلًا ونتمناها عمرًا بأكمله بين أيدينا لكننا بحثنا عنها بعيدًا اعتقادًا منّا أن الأشياء الجميلة بعيدة وأن الفرح صعب المنال ومن أراد أن يكون سعيدًا فليحفر الصخر بيده حتى تُدمى جوارحه ، فشاعت ثقافة أن السعادة مرغوب لا يتحقق بسهولة ، ولن يوقظ من يحملون تلك الثقافة البائسة سوى المرض الذي يُعيد آمالهم المهاجرة بعيدًا إلى حيث كانت ذروة السعادة التي غادروها وهم لايشعرون بقيمتها ، أو راحة البال التي كانت تظلل أيامهم بعيدًا عن الشقاء والضجيج الذي أشفى كل بعيد عن مناجم السعادة في داخله ، أو التفاصيل الصغيرة الخفية في حياتهم إما بوجود شريك زوجي كان وجوده يحقق التكامل والإنسجام لحياة زوجية مستقرة قابلة للسعادة ، أو رفقة لا يعوض وجودهم بثمن ، وغير ذلك الكثير منا مُسببات السعادة التي لم يراها الفارغة قلوبهم من حب ذواتهم .
همسة :
لا تكن غبيًا وتبحث عن السعادة بعيدًا عنك !
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020