||
ضيف الله نافع الحربي
إن كان من ثناء وامتنان مستحق فالمعلم أولى به ، وإن
كان من فضل بعد فضل الله على كُل متعلم فله من ذلك الفضل نصيب المُعلم الذي قدّم وعلّم وأنار الطريق المُظلم بنور العلم النافع ، واليوم ونحنُ في يوم المعلم الذي يحتفي به العالم تقديرًا لصانعي الأجيال ومعلمي الإنسان وجب علينا أن نقول لرُسل العلم شكرًا لأنكم تبذلون الكثير وتمنحون المزيد دون أن تنتظرون جزاءً أو شكورا ، وإن كان ذلك واجبكم وتتقاضون عليه ما تستحقون إلا أن ما تقدمونه يفوق الواجب بكثير فكم من معلم ضحى بوقته وجهده وماله من أجل طلابه دون مباهاة أو بحث عن سمعة ، لأنهم قادة في ميادين العلم قدوات في مجتمعهم تحملوا الأمانة بأمانة فصنعوا لهم هذه المكانة التي جعلت العالم يحتفي بهم في الخامس من أكتوبر كل عام .
ولعل ما يُبهج النفس ويسرها التقدير المجتمعي الناضج الذي يحمله غالب أفراد المجتمع للمعلمين والمعلمات وهذا انعكاس لرقي مجتمعنا السعودي الذي يحتفظ بالجميل ويُثمنه لأهله ، ومثل هذا التقدير له انعكاساته التربوية الإيجابية لاسيما على الأجيال القادمة لأن السلوك المجتمعي الجيد تتوارثه الأجيال حتى يُصبح علامة مميزة لرقيه وتحضر أفراده ، ومن كان في الميدان التربوي لمِس هذا التقدير بشكل مباشر .
ومن هُنا رسالة إلى كُل معلم ومعلمة : يرى الجميع أثركم التربوي والتعليمي ويُثمنه لكم ، لكن الكثير لايعلم اللمسات الأبوية التي تعاملون بها طلابكم وطالباتكم ، والوقفات الإنسانية مع الكثير من الحالات التي تحتاج الدعم المعنوي والمادي داخل أسوار المدارس ، فكم من طالب وطالبة حُرموا من حنان الأبوين فكنتم لهم الآباء والأمهات سواء معلمين ومعلمات ، وكم من سلوك خاطئ عُدل على أيديكم وكم من قيم غائبة عادت بتوجيهاتكم ولطفكم وتربيتكم بعد أن عجزت الأسرة عن التعديل أو الإقناع ،وكم من أثر أبقيتموه في نفوس الطلاب استمر معهم إلى نهاية العمر يتذكرونكم به ويذكرون لكم جميل صنيعه . وهذا والله هو المكسب الثمين لكل معلم ومعلمة أدرك أهمية مهنته ، وعظم رسالته فكان خير معلم ينشر العلم ويعزز القيم ويصنع المستقبل الذي تنتظره الأوطان من أبنائها .
همسة :
شكرًا لكل معلم ومعلمة .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020