||
ضيف الله نافع الحربي
رغم ازدحام الجدول اليومي لشريحة كبيرة مع الناس ، وانشغالهم بحياتهم الخاصة ، والسعي خلف مصدر الرزق . إلا أن هذا الازدحام لم يشمل مساحة الوقوف الطويل أمام مالايستحق التوقف ، فتجد من يعاتب على مادون العتاب ، ويقاطع القريب والصديق ومن تربطه معه علاقة لمجرد أنه لم يرد على رسالة كل محتواها ” السلام عليكم ” أو لأنه لم يسأل عن الحال ، أو يرد على تغريدة تحدث فيها صاحبها عن إنجاز ليس بإنجاز أو طمأن المتابعين أنه يتناول القهوة بعد نوبة صداع لم تتطلب سوى حبة بنادول لتخفيفه !
نعم هي توافه سيطرت على عقول الكثيرين ، فسّطحت العقول وتمزقت بها العلاقات التي يفترض أن تتصدى وتتحدى العثرات والصعوبات ، ما جعل الفجوة تتسع ، وتوحشت لغة التواصل ، فإما عتاب أو تأنيب أو تقليل وانتقاص ، حتى يكاد يشعر الشخص السوي أن الحياة تغيرت وأن الناس أصبحوا نُسخ مشوهة بعكس ماكانوا عليه من فطرة لينة تُشفى بها الهموم ويزاح بوجودها تعب الحياة و وخزاتها .
لذا إن وجدت اليوم حولك من لم يجرفه التيار ولم يمارس معك التحقيق قبل التحقق فأنت أمام صديق أو قريب أو حبيب ثمين لايقدر وجوده بثمن ، ومع نوع فريد ، عرف قدر نفسه ، و أدرك قيمة وجودك ، بعد أن علم جيدًا أن ليس كل مالا يروق لنا هو خطأ ، وأن لكل إنسان ظروفه ، ومن استشعر مكانتك برر لك ما يُريبك حتى لايقع في نفسك شرخ قد يعصف برتم وإيقاع العلاقة الأنيقة التي تربطك به ، وهذه هي ثقافة الرقي في العلاقات والوتد القوي الذي يُثب دعائمها ويحافظ على بقاءها .
همسة :
لا أمان لمن أكثر العتاب على التوافه ،
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020