||

تفاهات مزقت العلاقات

30 أغسطس، 2023

ضيف الله نافع الحربي

رغم ازدحام الجدول اليومي لشريحة كبيرة مع الناس ، وانشغالهم بحياتهم الخاصة ، والسعي خلف مصدر الرزق . إلا أن هذا الازدحام لم يشمل مساحة الوقوف الطويل أمام مالايستحق التوقف ، فتجد من يعاتب على مادون العتاب ، ويقاطع القريب والصديق ومن تربطه معه علاقة لمجرد أنه لم يرد على رسالة كل محتواها ” السلام عليكم ” أو لأنه لم يسأل عن الحال ، أو يرد على تغريدة تحدث فيها صاحبها عن إنجاز ليس بإنجاز أو طمأن المتابعين أنه يتناول القهوة بعد نوبة صداع لم تتطلب سوى حبة بنادول لتخفيفه !

نعم هي توافه سيطرت على عقول الكثيرين ، فسّطحت العقول وتمزقت بها العلاقات التي يفترض أن تتصدى وتتحدى العثرات والصعوبات ، ما جعل الفجوة تتسع ، وتوحشت لغة التواصل ، فإما عتاب أو تأنيب أو تقليل وانتقاص ، حتى يكاد يشعر الشخص السوي أن الحياة تغيرت وأن الناس أصبحوا نُسخ مشوهة بعكس ماكانوا عليه من فطرة لينة تُشفى بها الهموم ويزاح بوجودها تعب الحياة و وخزاتها .

لذا إن وجدت اليوم حولك من لم يجرفه التيار ولم يمارس معك التحقيق قبل التحقق فأنت أمام صديق أو قريب أو حبيب ثمين لايقدر وجوده بثمن ، ومع نوع فريد ، عرف قدر نفسه ، و أدرك قيمة وجودك ، بعد أن علم جيدًا أن ليس كل مالا يروق لنا هو خطأ ، وأن لكل إنسان ظروفه ، ومن استشعر مكانتك برر لك ما يُريبك حتى لايقع في نفسك شرخ قد يعصف برتم وإيقاع العلاقة الأنيقة التي تربطك به ، وهذه هي ثقافة الرقي في العلاقات والوتد القوي الذي يُثب دعائمها ويحافظ على بقاءها .

همسة :

لا أمان لمن أكثر العتاب على التوافه ،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية