ضيف الله نافع الحربي

بقدر الوفرة المعرفية والثقافية التي أضافتها مواقع التواصل الاجتماعي لأفراد المجتمع وساهمت في النهوض بالهمم وحفّزت العقول على المساهمة بشكل فاعل في مواكبة الجديد وتصدير الأفكار واستقبالها . إلا أن هناك من جاء من أقصى اليسار ليُسيء استخدام هذه الأدوات الحديثة ويحولها إلى معول هدم وعبث بقيم المجتمع ومبادئه وتقاليده مخترقًا الخطوط الحمراء بكل جرأة ، وقد حال بينه وبين الصواب نهم الشهرة التي عجز عن تحقيقها بجدارة فلم يجد سوى الطريق المنحدرة ليسلكها إلى القاع الذي يليق بكل سلوك لا يقره العقل . معتقدًا أنه في طريقه إلى القمة ، فأصبحنا نشاهد المحتوى المستهجن وغير المألوف والخارج عن الذوق والآداب والقيم ، لنجد أن خلف كل تعدي على القيم العالية ” تافه ” أراد رفع متابعاته أو مشاهداته في السناب أو اليوتيوب أو بثوثه على التيك توك وبقية مواقع التواصل .

آلمني وآلم الكثير من أبناء مجتمعنا النبيل الكريم ما تعرض له الضيف العربي المقيم في بلادنا طلبًا للقمة العيش والذي كان ضحية لمحتوى ظن صاحبه أنه سيرتفع به عنان السماء ليحقق من وراءه العوائد ويظفر بالميزات التي تقدمها مواقع التواصل للمستخدمين أصحاب المشاهدات العالية ، مستغلًا جهل المقيم بالتقنية ومايدور في كواليسها المُظلم من قبل اللصوص المُتربصين بالبسطاء مستخدمين الأسلحة الذكية التي لا تُنهي الحياة لكنها قد تؤذي القيم وتمزق المجتمعات وتشتت الأسر وتحول أمنها وسكينتها إلى فوضى يصنعها الجهل بأيدي التافهين ،
نعم لا نُقر كل تجاوز سواء من المُقيم الذي وضع في موقف أوقعه في محظور غير مقبول لا دينيًا ولا أخلاقيًا ، ولا التجاوز السافر على خصوصية الآخرين الذي قام به من عد نفسه من صنّاع المحتوى .

وليس أقبح من الفعل إلا تبريره ، حين تعذّر بأخذ الأذن من ضحيته ، كمن يقتل ويقول القتيل أأذن لي بقتله ! أليس لديك عقل يُفرق بين ما يستحق النشر وما يُلقى في حاوية النفايات ؟ ألم تُدرك الآثار السلبية التي ستنعكس على سمعة وعائلة هذا الشخص ، عجبًا لمن تجاوز كل هذه الإشارات المُحذرة ولم يتنبه ، وفوق هذا الجهل بأنظمة الجرائم المعلوماتية الموجبة للعقوبات المقرة بالنظام في المملكة العربية السعودية والتي لن يفلت منه صنّاع الفوضى ، وهذا ما رأيناه بالأمس مع توجيه النائب العام القبض على منشئ المحتوى لمخالفته وإيقاع أشد العقوبات المنصوص عليها نظامًا لردعه وأمثاله .

همسة :
إلى جوار قيادتنا نحنُ السياج الآمن لمجتمعنا .