||
ضيف الله نافع الحربي
هي عبارة الصغير والكبير ، و جزء من ثقافة التواصل والحُب والتقدير، وهي أداة السؤال عن حال من يهمنا أمره، ومن لايهمنا ، و حين نقولها ونعنيها فنحن نُحملّها الكثير من العاطفة و الرسائل الإنسانية التي تؤكد للآخر أهميته بالنسبة لنا ، ولعلها ميزة من الميزات الفاخرة التي عُرف بها مجتمعنا الجميل في تواصله الودود و مد حبال الوصل مع الغريب والقريب وهذا امتداد للإرث الذي تناقلته الأجيال أب عن جد ، فكان الترحيب لغة دارجة وصفة سائد وهي جزء من روح الترحيب التي عُرف بها العرب عامة ومجتمعنا بصفة خاصة، رُبما يكون التعود على عبارة ( كيف الحال ) جعل من سماعها أمر عادي لايلفت الانتباه لكن المُتأمل لعمقها سيجد أنها نموذج يجتمع فيه الإنسان الحقيقي بفطرته وحبه وحرصه واحتواءه وكل صفة تؤكد جودة تعامله مع الآخر .
إن احتياج الناس للسؤال عن بعضهم البعض حقيقة مؤكدة في مجلدات علم النفس و وقواميس الحاجات العاطفية البشرية التي لا يستغني عنها الإنسان ، وتزداد الحاجة للسؤال من أولى القرب ومن لهم مكانة مختلفة عن غيرهم ، ومن هنا تتولد المسؤلية ويعظم استشعارها لمن يُدرك قيمة التواصل العاطفي الفاعل والمُشبع .
الأمر ليس صعبًا ، وغير مكلف ، لكن النفوس الملوثة قد تستثقل أخبار من حولها بالحب ، وهذا ماجعل من الفجوة تتسع بين الناس ، وشعور الغربة يتنامى ، حتى وصل الحال بالبعض حين يبادره أحدهم بالسؤال عن حاله يستنكر ويستغرب ويدور في ذهنه ألف سؤال غبي ( لِما يسأل عن الحال ) ( ماذا وراءه ) ( ماهي عادته ) (أكيد وراه شي) ! تبًا للجفاف الذي عصف بكل أخضر كان ينشر ثقافة الحياة بين أفراد المجتمع الواحد ، ثُم تبًا لمن يتوقف عن إشاعة الود في محيطه اعتقادًا منه أن الزمن تغير والناس لم تعد تتقبل !
همسة ؛
ستتصدر قمة كل عمل نبيل حين تحافظ على كل جميل من قول وفعل يربطك بمن حولك
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020