||

كيف حالك ؟

14 يونيو، 2023

ضيف الله نافع الحربي

هي عبارة الصغير والكبير ، و جزء من ثقافة التواصل والحُب والتقدير، وهي أداة السؤال عن حال من يهمنا أمره، ومن لايهمنا ، و حين نقولها ونعنيها فنحن نُحملّها الكثير من العاطفة و الرسائل الإنسانية التي تؤكد للآخر أهميته بالنسبة لنا ، ولعلها ميزة من الميزات الفاخرة التي عُرف بها مجتمعنا الجميل في تواصله الودود و مد حبال الوصل مع الغريب والقريب وهذا امتداد للإرث الذي تناقلته الأجيال أب عن جد ، فكان الترحيب لغة دارجة وصفة سائد وهي جزء من روح الترحيب التي عُرف بها العرب عامة ومجتمعنا بصفة خاصة، رُبما يكون التعود على عبارة ( كيف الحال ) جعل من سماعها أمر عادي لايلفت الانتباه لكن المُتأمل لعمقها سيجد أنها نموذج يجتمع فيه الإنسان الحقيقي بفطرته وحبه وحرصه واحتواءه وكل صفة تؤكد جودة تعامله مع الآخر .

إن احتياج الناس للسؤال عن بعضهم البعض حقيقة مؤكدة في مجلدات علم النفس و وقواميس الحاجات العاطفية البشرية التي لا يستغني عنها الإنسان ، وتزداد الحاجة للسؤال من أولى القرب ومن لهم مكانة مختلفة عن غيرهم ، ومن هنا تتولد المسؤلية ويعظم استشعارها لمن يُدرك قيمة التواصل العاطفي الفاعل والمُشبع .

الأمر ليس صعبًا ، وغير مكلف ، لكن النفوس الملوثة قد تستثقل أخبار من حولها بالحب ، وهذا ماجعل من الفجوة تتسع بين الناس ، وشعور الغربة يتنامى ، حتى وصل الحال بالبعض حين يبادره أحدهم بالسؤال عن حاله يستنكر ويستغرب ويدور في ذهنه ألف سؤال غبي ( لِما يسأل عن الحال ) ( ماذا وراءه ) ( ماهي عادته ) (أكيد وراه شي) ! تبًا للجفاف الذي عصف بكل أخضر كان ينشر ثقافة الحياة بين أفراد المجتمع الواحد ، ثُم تبًا لمن يتوقف عن إشاعة الود في محيطه اعتقادًا منه أن الزمن تغير والناس لم تعد تتقبل !

همسة ؛

ستتصدر قمة كل عمل نبيل حين تحافظ على كل جميل من قول وفعل يربطك بمن حولك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية