||

قد نُصبح أقرب

4 مايو، 2023

 ضيف الله نافع الحربي 

 

ليس بالضرورة أن تتفق مع كل من حولك ، فمسافة التباين والإختلاف جزء من واقع الحياة الذي لانملك له تغيير ، ومع هذا فكل محاولة لنفي أو إنكار هذا التباين هو اختلاف أشد شراسة وقد يخلق الفجوة العميقة التي من الصعب تجاوزها نحو الآخر وهنا مُشكلة مُحدثة ناتجة عن سوء فهم الحياة وتضاريسها ، ومحاولة تفصيل الأمنيات والرغبات الشخصية على جسد الواقع ليس إلا تشويه للعلاقة الطبيعية الفطرية بين الإنسان والإنسان والقائمة بالدرجة الأولى على الإختلاف والإتفاق والتوافق النسبي الذي قد لايصل حد التوافق المطلق لكنه قد يقترب منه حد المرونة والسلاسة بعيدًا عن الصدام الذي قد تتوقف عنده الحياة .

 

ولأن لكل إنسان طريقة تفكير مختلفة يسعى من خلالها لتحقيق أهدافه التي وضعها بعناية تتفرع الطرق وتتقاطع تارة وتتوازى تارة أخرى حتى ترى التباين متفاوت بين الناس فهذا قريب من ذاك الغريب حد التطابق إلا قليلًا ، وآخر أبعد ما يكون عن أقرب الناس إليه ، وكل هذا فكريًا ، فالقرب والبعد الذي يعد مقياسًا للتقارب الفكري هو قرب الرؤى والعقول والتوجهات والقناعات والمبادئ لا قرب الأجساد وتجاور الأماكن .

 

جميعنا نعلم أن هناك اختلاف بين الناس في تفكيرهم ، لكننا لا نتعامل مع هذا الواقع عمليًا رغم الإقرار به ، فتجدنا في شد وجذب مع من حولنا لأننا نريد منهم أن يكونو كما نريد وينسكبون في القوالب التي صممناها وفق رغباتنا الشخصية أحادية الرأي ، في واقعة إقصاء للتشاركية الفكرية المبنية على التفاهم من أجل الإنسجام لا على التصادم من أجل الانتصار ، جهلًا منّا بسهولة الحياة وتجاهلًا للمنطق القائم على الإيمان بالفروقات والإختلافات والإستقلالية التامة لكل إنسان ، مع إمكانية صناعة نقطة إلتقاء تنسجم عندها العقول وتنمو العلاقات المبنية على التفاهم والتفهم .

 

همسة :

 

نستطيع أن نكون أقرب حين نوكل الأمر لعقولنا ،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية