||
ضيف الله نافع الحربي
ليس بالضرورة أن تتفق مع كل من حولك ، فمسافة التباين والإختلاف جزء من واقع الحياة الذي لانملك له تغيير ، ومع هذا فكل محاولة لنفي أو إنكار هذا التباين هو اختلاف أشد شراسة وقد يخلق الفجوة العميقة التي من الصعب تجاوزها نحو الآخر وهنا مُشكلة مُحدثة ناتجة عن سوء فهم الحياة وتضاريسها ، ومحاولة تفصيل الأمنيات والرغبات الشخصية على جسد الواقع ليس إلا تشويه للعلاقة الطبيعية الفطرية بين الإنسان والإنسان والقائمة بالدرجة الأولى على الإختلاف والإتفاق والتوافق النسبي الذي قد لايصل حد التوافق المطلق لكنه قد يقترب منه حد المرونة والسلاسة بعيدًا عن الصدام الذي قد تتوقف عنده الحياة .
ولأن لكل إنسان طريقة تفكير مختلفة يسعى من خلالها لتحقيق أهدافه التي وضعها بعناية تتفرع الطرق وتتقاطع تارة وتتوازى تارة أخرى حتى ترى التباين متفاوت بين الناس فهذا قريب من ذاك الغريب حد التطابق إلا قليلًا ، وآخر أبعد ما يكون عن أقرب الناس إليه ، وكل هذا فكريًا ، فالقرب والبعد الذي يعد مقياسًا للتقارب الفكري هو قرب الرؤى والعقول والتوجهات والقناعات والمبادئ لا قرب الأجساد وتجاور الأماكن .
جميعنا نعلم أن هناك اختلاف بين الناس في تفكيرهم ، لكننا لا نتعامل مع هذا الواقع عمليًا رغم الإقرار به ، فتجدنا في شد وجذب مع من حولنا لأننا نريد منهم أن يكونو كما نريد وينسكبون في القوالب التي صممناها وفق رغباتنا الشخصية أحادية الرأي ، في واقعة إقصاء للتشاركية الفكرية المبنية على التفاهم من أجل الإنسجام لا على التصادم من أجل الانتصار ، جهلًا منّا بسهولة الحياة وتجاهلًا للمنطق القائم على الإيمان بالفروقات والإختلافات والإستقلالية التامة لكل إنسان ، مع إمكانية صناعة نقطة إلتقاء تنسجم عندها العقول وتنمو العلاقات المبنية على التفاهم والتفهم .
همسة :
نستطيع أن نكون أقرب حين نوكل الأمر لعقولنا ،
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020