||
ضيف الله نافع الحربي
المخاطر التي تتربص بالبشرية اليوم مختلفة كمًا ونوعًا عما كانت عليه في الماضي ، و وتيرة التهديد متصاعدة ، فكلما تطورت أدوات التقنية المؤثرة بشكل مباشر على حياة الإنسان تغير فكره وسلوكه وتوجب عليه أن يكون أشد حذرًا من نفسه ومن الأدوات التي تشاركه يومياته بشكل مستمر ، ولا أظن أن هناك آفة أشد خطرًا وأكبر فتكًا بعقل الإنسان قبل جسده من المخدرات ، لأنها تغزو العقل قبل الجسد حتى تسلب من متعاطيها قدرته على التمييز بين الخطأ والصواب فيُصبح عائمًا دون وعي أو إدراك لا خطوط حمراء ولا حصانة لمن حوله ، وكم من قصص مُبكية هزت المجتمع كانت على يد مُدمن جُرد من عقله وإنسانيته حتى أصبح السلوك الغير مألوف سِمة من سماته .
قد نجد من يعتبر المُدمن ضحية ! والحقيقة أن المُدمن مُخطئ جاء لعالم المخدرات بقدميه إما عن طريق أصدقاء السوء أو المغامرات الغير محسوبة أو الإندفاع من أجل اثبات النفس بطريقة خاطئة تدل على ضعف الثقة بالنفس ، لذا نجد غالبية من سلكوا هذا الطريق من صغار السن ، الذين لم يجدوا الرعاية التي تتناسب مع مراحلهم العمرية ( المراهقة ) تلك المرحلة الأشد خطرًا على الشباب لاسيما مع غياب دور الرقابة والمتابعة الأسرية ،
إن جريمة المخدرات وهنا أعني ما أقول بهذا الوصف ، أشد الجرائم المهددة للمجتمعات ، فكم من مدمن قتل أقرب الناس إليه أب أو أم أو أبناء. وزوجة أخوة وأخوات ، وكم من محرمات انتهكت ، بسبب متعاطي أنفق الأموال من أجل الاستمرار في نزواته ورغباته وهنا تُصبح الحاجة مُلحة المصلحة مُلزمة للتصدي لهذا الداء القذر الذي فتك بالمجتمع بشتى الصور ، وما الحملة الوطنية السعودية التي أمر بها سمو ولي العهد حفظه الله إلا استشعارًا للمسؤولية وحفاظًا على أبناء الوطن من داء العصر الذي أحرق العقول ودمّر شباب وشابات الوطن ولعل ما بعد هذه الحملة ينشأ وعي مجتمعي يقف سدًا منيعًا ضد كل ما يهدد الثروة الوطنية الأهم ( شباب الوطن )
همسة :
لا تستر على مدمن .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020