||
ضيف الله نافع الحربي
الوضوح يمنح الإنسان ومن حوله الأمان ، والشفافية المنشودة تُغلق الطريق أمام سوء الظن أو التأويل الخاطئ الذي قد لا تُحمد عقباه ، وفي الوقت ذاته فالمحافظة على الخصوصية والإحتفاظ بما ليس للآخرين حق الإطلاع عليه هو حق مشروع لصاحبه ، ومابين هذه وتلك تبقى مهارة الموازنة والقراءة العميقة للموقف هي من تحدد ما الذي نبوح به ومالذي نحتفظ به، ومن أجاد ذلك فقد ضمن مكانه في منطقة الأمان الإجتماعي الذي يكفل له علاقات متزنة مع القريب والبعيد ، لاسيما مع النهم العالي اليوم لدى الكثير من الناس لمعرفة المزيد عن خصوصيات من حولهم ،
الكتاب المفتوح مُتاحة قراءته للجميع ، والكتاب المُغلف تغليفًا محكمًا لن يستطيع أحد التعامل معه أو الاستفادة منه ، كذلك الإنسان المتحفظ والمنطوي على نفسه والمنفرد بما لديه في محيط مجتمعي تفاعلي سيبقى غريبًا يخشاه من حوله ، و الوضع ذاته للشخص الذي بسط قلبه وأسراره للعامة فلم يعد يمتلك لنفسه شيء مما يجب الاحتفاظ به ، والناس من حولك في هذا ينقسمون إلى ثلاث فئات ، فئة لا تريد منك سوى ما يعود عليها بالفائدة من خبراتك الحياتية مهاراتك وهذا حق مشروع لهم و واحب عليك تقديمه ، وفئة يبحثون فيك عن ما يحقق أهدافه التي قد تتعارض مع أهدافك وهؤلاء التعامل معهم بحذر ضرورة حتى لا تقع ضحية لأنانيتهم ويستنزفونك دون أن تشعر بحجة ” يا أخي الناس للناس ” أما الفئة الثالثة وهي الأشد خطرًا وفتكًا فهؤلاء يحاولون اختراق حياتك بالفضول ومحاولة الوصول لما ليس لهم حق الوصول إليه ، وجميع الفئات الثلاث السابقة أدواتها (( الأسئلة )) لذا التنبه لما وراء السؤال ذكاء وأمان وحماية للجزء الهام منك حتى لا يُثقب صندوق أسرارك بيدك .
الصراحة وضوح وذكاء ، وفيها من المكاشفة ورسائل العاطفة ما يقوّي العلاقات ويزيد أواصر التواصل متانة ولكن في حدود المنطق الذي يقول احتفظ بحزء منك بعيدًا عن أعين الآخرين ، فليس كُل صديق مؤتمن وليس كل قريب أمين على ما تُفضي به إليه، وليس كُل سائل بارع وسؤال برئ أُريد به خير لك ، كُن حذرًا ، كُن قادرًا على الحفاظ على هيبة الغموض المطلوب حتى لا تُصبح محاطًا بزجاج الثقة الذي يُفشي أسرارك ويجعل منك شخصًا يعيش في العراء وإن ظن أنه مستترا .
همسة :
تبي الصراحة : أنت قوي حتى تُفشي أسرارك .
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020