||

الإهمال قاتل للحياة

26 يناير، 2023

 ضيف الله نافع الحربي 

 

ليس من النُبل أن يفرّط الإنسان في مسؤوليته ، وليس من السهل تقبل التقصير على أنه جزء من الحياة يجب التسليم به والرضا ، لأنه خطأ موجه ، والخطأ الموجه هو في حقيقته تعمُد والتعمد هو الإصرار على إحداث الضرر وهنا تبدأ ملامح الجريمة النفسية بحق الإنسان ، وما أوسع دائرة الإهمال في حياتنا اليوم حتى رأينا العقوق في أقبح صوره و شاهدنا تمزق الحياة الزوجية التي عُقد رباطها بكلمة الله وشرعه ، وامتلأت دور الملاحظة بضحايا ه ، وهذا هو فقط المنتج النهائي الذي يُرى ويُقاس عليه تفشي هذه الظاهرة المجتمعية المؤسفة .

 

أما العدد الأكبر للمتضررين من تخلي الشخص عن مسؤوليته تجاه من هم مسؤولون منه فلم يعرف على وجه الدقة والتحديد ، بسبب الصمت النازف داخل الدور المغلقة والصدور المُقيدة بالخوف من المستقبل المجهول الذي يُهدد به من يمارس الإهمال كأسلوب تعنيف صامت ، فنجد أن الزوجة المغلوب على أمرها تتحمل الإهمال بكافة صوره المادية والعاطفية والإنسانية ، فتقف مكتوفة اليدين دون حراك وهذا مع الأسف يكون بمثابة الوقود الذي يزيد من وتيرة الضرر ، لأن الصمت و ( التحمل ) بحجة الحفاظ على الحياة لا يُجدي نفعًا ، بل فتح طرق الحوار ومحاولة الوصول لأعماق الطرف الآخر بهدوء لإيضاح الصورة من زاوية المتضرر يُسهم في توجيه بوصلة السلوك السيء إلى اتجاه إيجابي ، قد يأتي من يقول /تقول حاولت لكن ( الحوار لم يأتي بجدوى ) وهنا نقول له المحاولة وتكرارها أفضل بكثير من الصمت السلبي والموت البطئ تحت وطأة الإهمال .

 

نعم قد يكون من الصعب إثبات وقوع الإهمال لاسيما الإهمال العاطفي والنفسي ، لكن قوة الشخص وتمسكه بحقه العادل في الحياة رجل كان أو إمرأة كونه هو المتضرر كفيل بأن يتخذ القرار المناسب الذي يُخلصه مما يصعب عليه تحمله ، لأنه حياة الإنسان لاتستقر مع الإهمال والتفريط في المسؤولية ، والعاقبة المترتبة على الصمت والتحمل وخيمة وقد تتجاوز إلى الضرر الذهني والنفسي الذي يجعل من المتضرر شخص غير متزن نفسيًا ، والشواهد من واقع الحياة كثيرة، فكم من أشخاص أسوياء أدى بهم الصمت السلبي و الكتمان تحت أي مبرر إلى حالة نفسية سيئة استعصى على الطب تخليصه منه ليقضي بقية حياتة شخص مضطرب . 

 

ثُم إليك أنت يا من أهملت وقصّرت وأضعت حقوق غيرك ، ألا تعلم أن أداء الإنسان لدوره في الحياة أمانة قبل أن يكون واجب يُحاسب عليه في الدنيا والآخرة ، ألا تعلم أنك ستبقى منبوذًا في قلوب من حولك وإن ابتسمت لك الوجوه خوفًا ، ولُبيت أوامرك خشية منك ، وأنك أصبحت في حياتهم شخصًا لاقيمة له بل أن ما يسعدهم هو رحيلك ، تأمل هذا وستجد أنه مؤلم جدا .

 

همسة :

 

الإهمال جريمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رأي المصداقية

1 يناير، 2021
رآي المصداقية

  كان حلما يراودنا منذ...

كتّاب المصداقية

23 أكتوبر، 2025
نصفك الأسود

ضيف الله نافع الحربي  ما...

15 أكتوبر، 2025
من جدة إلى كأس العالم

ضيف الله نافع الحربي  من...

9 أكتوبر، 2025
أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

ضيف الله نافع الحربي  رابط...

2 أكتوبر، 2025
اقرأ لتكبر

ضيف الله نافع الحربي  لا...

أوراق أدبية