||
مضيفة الجحدلي
نحن في هذه الأيام ننتظر موسمًا عظيمًا لشعيرةٍ عظيمة فيها منافع للناس ورحمةٍ ومغفرة من الذنوب والخطايا حتى يرجع منها المسلم كيوم ولدته أمه بشرط ألا يؤذي أحدًا ولا يرتكب فسوقًا أو جدالًا فيه..
إنه موسم الحج الذي يجتمع فيه المسلمون من كل فجٍ عميق في أطهر بقعةٍ على وجه الأرض (مكة الكرمة)..
قال تعالى [وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فجٍ عميق¤ ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيامٍ معلوماتٍ على مارزقهم من بهيمة الأنعام]
يجتمعون بلباسٍ واحد فلا نعرف غنيهم من فقيرهم، تجمعهم كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمدٌ رسولٌ الله)
يدعون ربهم تضرعًا وخشية، ويباهي بهم ربهم عند ملائكته ويشهدهم بأنه قد غفر لهم، كيف لا وهو الغفور الرحيم..
هذا الموسم العظيم يتم الاستعداد له على أكمل وجه من قبل حكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فالأمن والأمان هي الركيزة الأولى التي يرتكز عليها نجاح الحج، ثم تأمين الخدمات بكافة أشكالها وأنواعها، من مواصلات وغذاء وأماكن إقامة للحجاج منذ لحظة وصولهم إلى مغادرتهم..
كذلك الخدمات الطبية المتطورة، وتنظيم وإدارة الحشود في جميع المشاعر المقدسة في زمنٍ محدود وباحترافية منقطعة النظير..
أما إذا عدنا بالزمن إلى الوراء، فالذاهب إلى الحج قد لا يعود من رحلته لما يعتريها من مخاطر الطريق وسوء الأقدار؛ لذلك يودع الحاج أهله وذويه ويرد أماناتهم ويسدد ديونه ويطلب العفو ممن أساء إليهم، ثم يمضي في رحلته التي قد تستغرق شهورًا عدة إذا كان بعيدًا عن مكة فلا مواصلات سريعة ولا طرق معبدة، بل هي عبارة عن قوافل من الإبل برًا، وسفنٌ تعبر البحار بأشرعةٍ تعتمد على سرعة الرياح..
لكنهم برغم المخاطر التي تحدق برحلتهم إلا أنهم ينتفعون من موسم الحج فيجلبون معهم بضائع من بلدانهم ليتاجروا بها عند وصولهم لمكة وبالمقابل يشترون مايلزمهم من بضائع الحجاج الآخرين، ثم يؤدون مناسكهم تحت عناية الله ولطفه ورحمته وهذا مايجمعهم بحجاج الحاضر، فيعودون إلى ديارهم بحجٍ مبرور وذنبٍ مغفور وتجارةً مع الله لن تبور..
جميع الحقوق محفوظه لصحيفة المصداقية الالكترونية 2020